نصف شهر على “الأزمة الصامتة” بين المغرب وألمانيا!

 

اليوم الاثنين 15 مارس 2021، تكون قد مرت على “الأزمة الصامتة” بين المغرب وألمانيا، مدة نصف شهر، منذ تداول صورة رسالة منسوبة لوزير الخارجية، ناصر بوريطة، تتضمن في فحواها قرار الرباط بتعليق التواصل مع سفارة برلين والمنظمات التابعة لها في العاصمة المغربية، جراء “خلافات عميقة تهم قضايا مصيرية”.

 

مراسلة بوريطة، تعد الوحيدة التي صدرت من الجانب المغربي، تشعر برلين بتعليق علاقات التواصل فقط مع سفارتها بالرباط، والمنظمات التابعة لها، فيما شددت تصريحات بعض المسؤولين في حكومة المستشارة أنغيلا ميركل، على قوة العلاقات القائمة مع المملكة المغربية، دون التطرق للدوافع والأسباب جراء ما حدث.

 

ورغم ما تم تداوله من لدن بعض المحللين والمتتبعين، حول الأسباب التي قد تكون تقف وراء “الأزمة الصامتة” بين المغرب وألمانيا، إلا أنه كان ملفتا للانتباه، أن رسالة وزير الخارجية ناصر بوريطة الموجهة للحكومة، لم تذكر تفاصيل الخلافات التي أدت إلى تعليق علاقات التواصل مع سفارة برلين والمؤسسات التابعة لها، باستثناء الإشارة إلى عبارة ““خلافات عميقة تهم قضايا مصيرية”.

 

لكن أغلب المتتبعين والمحللين، ذهبوا إلى القول بأن تعليق الرباط علاقاتها مع السفارة الألمانية، له علاقة بقضية الصحراء، بسبب اعتراض برلين على صيغة الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وسعيها لعرقلة ذلك الاعتراف، وبادرت إلى طلب اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي وكانت عضوا غير دائم فيه، الأمر الذي أثار غضب المغرب.

 

فيما يرى آخرون، أنه لا يعرف موعد لإنهاء “الأزمة الصامتة” الحالية بين برلين والرباط، ولن تؤثر على العلاقات التجارية بين البلدين لأن ألمانيا حليف استراتيجي للمغرب، مع وجود اتفاقيات في قطاع الطاقة المتجددة ، وتحديداً في الصحراء. كما يوجد بنكان ألمانيان و شركات ألمانية في شمال البلاد.

 

ومنذ قرار المغرب قطع التواصل مع سفارة برلين بالرباط والمؤسسات الألمانية التابعة لها، أكد بعض المسؤولين الألمان، أنهم يرغبون، في الحفاظ على العلاقات المثمرة مع الرباط، وآخرهم المسؤولة الإعلامية في وزارة الخارجية فرانسيسا أوبرماير التي قالت إن ألمانيا “لن تتنازل” عن العلاقات مع المغرب ولن تغير سياساتها تجاهه.

 

واعتبرت المسؤولة الألمانية، في تصريح صحفي، أنه “لا يوجد سبب للتنازل عن العلاقات مع المغرب، ونعتقد أن التعاون معه وثيق ويصب في مصلحة الدولتين”، مضيفة أنه “كما هو معلن، قمنا بدعوة السفيرة المغربية إلى مقر وزارة الخارجية، وطلبنا منها شرحا للقرار والأحداث المرتبطة به”.

 

وحول وجود مفاوضات بين الجانبين في الوقت الحالي، قالت “لا أستطيع الحديث عن ذلك حاليا”، ثم تابعت: “يعمل المغرب وألمانيا بشكل وثيق في قضايا عدة منذ عقود، وهذا يصب في مصلحة الطرفين، لذلك لن نغير شيئا في تعاملنا مع الرباط”.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق