السيجارة الإلكترونية تثير قلق المنظمات الحقوقية ومختصون يعددون أضرارها

 

مع مرور الأيام تزداد وتيرة استعمال “السيجارة الالكترونية” التي حظيت بسجال مجتمعي محض في الآونة الأخيرة، بين الأطفال والشباب المراهقين وأيضا النساء، حيث أصبح التعاطي لها أمرا سهلا وعاديا نظراً لكثرة نقاط بيعها وروائحها الفاكهة، الشيء الذي أدى إلى انزعاج الفاعلين الحقوقيين والصحيين بالمغرب.

 

ورغم الحملات التحسيسية والتوصيات الوزارية الرافضة لاستعمال هذا النوع من “السجائر الإلكترونية” المنتشرة بشكل مثير للاستغراب، تشهد مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها “الصفحات الفايسبوكية” و”انستغرام” إعلانات إشهارية كثيرة تروج هذه الوسيلة على شكل أداة مفيدة للصحة على عكس السجارة التقليدية المحشوة بمادة التبغ.

 

 

 

مضرة بالصحة

وفي هذا السياق، قال الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، إنه “ليس هناك أي سلطة للخبراء أو شركات التبغ في العالم لتجزم أن السجائر الإلكترونية ليست لها أضرارا على صحة الإنسان، سواء بالنسبة للأطفال أو الشباب أو النساء، وأن هذا النوع الجديد من السجائر له تبعات كبيرة ووخيمة على صحة الإنسان”.

 

وأردف حمضي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “شركة التبغ والشركات التي تقوم بتسويق السجائر الإلكترونية لم يقولوا إن هذه السجائر تشكل مشاكل صحية بالنسبة للأطفال أو النساء الحوامل أو البالغين، وإنما يقولوا أن الأشخاص البالغين الذين يدخنون السجائر التقليدية هم المعرضون لهذه المخاطر الصحية الكبيرة”.

 

وأضاف أيضا أن “السجائر الالكترونية بالنسبة لهذه الفئة فهي أقل ضررا من السجائر العادية وأيضا تساعد على التخفيف من وتيرة التدخين القاتل حسب قول هاته الشركات، وهذه معطيات مغلوطة وشائعة وسط المجتمع المغربي بشكل خاص”.

 

“السجائر الإلكترونية تهدم صحة الأطفال والمراهقين لأن فترة النمو تنتهي في سن 25، ومن بين الأضرار الصحية الناجمة عن هذه الآفة الخطيرة مرض القلب والشرايين وضيق التنفس وقد تؤدي إلى أمراض أخرى مسرطنة”، يقول المتحدث.

 

لافتا إلى أن “آخر دراسة نشرت بخصوص السيجارة الالكترونية قبل أسبوعين تقول إن السجائر الإلكترونية بالنسبة للأطفال تحمل معها المعادن الثقيلة مثال الرصاص واليورانيوم، وهذه المواد الخطيرة بطبيعة الحال تؤثر على صحة الإنسان”.

 

وأوضح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أن “السجائر الإلكترونية التي تخضع للمراقبة والقانون تعرف فوضى عارمة على المستوى العالمي، فهي تصنع بطريقة سرية ويتم ترويجها بشكل عشوائي وهذا ينذر بأزمة صحية خطيرة”.

 

 

هاجس موجود

من جهتها، ترى نجاة أنور، رئيسة منظمة متقيش ولدي، أنه “عندما نتحدث عن السيجارة الإلكترونية فإننا نتحدث عن آفة صحية أصبحت تغزو في صمت المجتمع المغربي لنجد أنفسنا أمام مآسي إنسانية ستجعلنا نبحث من جديد عن طرق محاربتها ونكرر نفس القصص التي مرت منها المملكة المغربية علاقة بباقي المواد التي يدخنها الكل، خاصة الشباب والأطفال”.

 

وأضافت أنور، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “تواجد السيجارة الإلكترونية بين الشباب وداخل المؤسسات الصحية هو بالفعل هاجس مطروح عند منظمة ماتقيش ولدي رغم أننا لم نتلقى أي شكاية بهذا الخصوص، فخطورتها متمثلة في كونها تتوفر على راحة خاصة تجعل من الصعب التعرف عليها من طرف الآباء أو الأساتذة داخل المؤسسات التعليمية، ولكونها متوفرة في أشكال خاصة لا يمكن لأحد ان يتعرف عليها كسيجارة”.

 

ودعت المتحدثة عينها “الكل من أجل رفع وتيرة اليقظة على مستوى المؤسسات التعليمية وداخل الأسر المغربية وتعميم عملية التوعية والتحسيس على الجميع لأن السيجارة الإلكترونية كارثة صحية تسللت داخل مجتمعنا، وإن غضضنا أطراف أعيننا سنكون نادمين على عدم التحرك بشكل استباقي”.

 

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق