كيف قلب المغرب المعادلات في مالي وأبعد الجزائر؟

 

بعد انضمامها إلى مبادرة الولوج إلى المحيط الأطلسي التي أطلقها الملك محمد السادس، لازال المغرب يواصل تقربه من مالي، التي كانت مؤخرا ضيف شرف الدورة السادسة للمهرجان الدولي لشمال إفريقيا والساحل. حيث تم تمثيل حكومة باماكو من طرف وفد مكون من كبار المديرين من وزارة الصناعة التقليدية والثقافة والصناعة الفندقية والسياحة وسفارة مالي بالرباط.

 

 

وفي اجتماع مراكش الذي عقد يوم 23 دجنبر، والذي خصص لبحث المشروع الملكي لولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، رحب وزير الشؤون الخارجية المالي، عبد الله ديوب، بـ”المبادرة الأخوية والموحدة الرامية إلى الاستجابة للتطلعات المشتركة للسلطات وشعوب الساحل”.

 

 

ولم تعد علاقات مالي والجزائر على ما يرام خلال الأشهر الأخيرة، حيث قررت باماكو سحب سفيرها من الجزائر بشكل فوري للتشاور بسبب تدخل الأخيرة في شؤون مالي الداخلية، والتعامل مع جهات معادية لها، وهو ما دفع وزير خارجية مالي عبد الله ديوب إلى استدعاء السفير الجزائري ليوجه له “احتجاجا شديد اللهجة”، كما نشرت وزارته بيانا يؤكد أن العلاقات بين البلدين بلغت درجة كبيرة من السوء.

 

 

وانفجرت الأزمة بعد استقبال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في العاصمة رجل الدين المالي، الإمام محمود ديكو، المعروف بانتقاده الشديد للجيش والانقلابات العسكرية المتكررة التي يقودها في البلاد، كما استقبلت الجزائر قبل أيام قليلة عددا من قادة الحركات المسلحة في شمال مالي، ما تسبب في تبادل التهم والشتائم بين إعلام البلدين.

 

 

وتزامنا مع بلاغ خارجية مالي، الذي ورد فيه خبر سحب السفير من الجزائر للتشاور، بصم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمالي على حضوره في القمة التي عقدت بمراكش، في 23 دجنبر الجاري، بشأن مبادرة الأطلسي التي أطلقها العاهل المغربي الملك محمد السادس، حيث أكد خلال لقائه مع وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة أن “المبادرة الملكية تمثل عاملا هاما قادرا على تقديم رد اقتصادي وجيوسياسي للانشغالات المرتبطة بالسلام والأمن”، مشددا على “ضرورة احترام سيادة البلدان، والخيارات الإستراتيجية لمالي وشركائها”.

 

 

وتعليقا على الموضوع، يرى محمد طلحة، المحلل السياسي، أن ما وقع بين الجزائر ومالي يمكن اعتباره بلغة العلاقات الدولية فرصة للاعتراف بالوحدة الترابية المغربية خصوصا وأن الجزائر استقبلت المعارضة المالية التي تهدد أيضا الوحدة الترابية لمالي.

 

 

وأضاف المحلل السياسي في حديثه لـ”الأيام 24″ أن ذلك يعزز علاقات المغرب مع مالي اللذين تجمعهما مجموعة من روابط التعاون والتضامن، إلى جانب الحضور القوي للدبلوماسية الدينية في هذا البلد وغيره من البلدان الأفريقية الأخرى.

 

 

وتابع طلحة أن دبلوماسية باماكو، أكدت في محطات مختلفة، على أنها لن تتخذ أي موقف يمس بمصالح المغرب، مشيرا إلى دعمها للمسار الأممي والجهود الدولية للوصول إلى حل سياسي واقعي ومستدام.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق