انسحاب في المتر الأخير.. بنعتيق يخرج من السباق على زعامة الاتحاد الاشتراكي

أعلن القيادي بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عبد الكريم بنعتيق، الخميس، سحب ترشحه للكتابة الأولى للحزب في مؤتمره الوطني الحادي عشر، والذي تنطلق أشغاله غدا الجمعة 28 يناير.

 

وكتب بنعتيق في بلاغه “أعلن لكل الاتحاديات والاتحاديين عن سحب ترشيحي للكتابة الأولى، كما أوجه نداء لكل الغيورين على هذا الحزب لفتح نقاش جدي وعميق قادر على صياغة أجوبة تتفاعل مع تحديات المستقبل”.

 

وجاءت رسالة عبد الكريم بنعتيق  بعد رفض المحكمة الابتدائية بالرباط، اليوم الخميس، في منطوق حكمها القطعي، طلبات تأجيل أشغال المؤتمر الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي إلى غاية البث في بطلان مقررات اتخذها برلمان الحزب منتصف دجنبر الماضي، تقدم بها 17 مناضلا من حزب الاتحاد الاشتراكي.

 

وعبر عن تفاجئه بعد مدة طويلة من المرافعات والدفوعات القانونية وبعد تمديد في الـتأمل، بقرار محكمة الرباط رفض طلب تعليق أشغال المؤتمر، رغم جدية المذكرات المقدمة -بحسب وصفه- والمتعلقة أساسا ببعض القواعد المسطرية المنصوص عليها في المواد من 213 إلى 219 من النظام الداخلي، بالإضافة إلى المواد 221 و223 و225، والتي اعتبرها تمس بجوهر مبدأ تكافؤ الفرص فيما يخص الترشح للكتابة الأولى.

 

وأوضح القيادي الاتحادي، أنه “تعمد في الأيام الأخيرة الابتعاد عن القيام بأي تصريح للصحافة الوطنية احتراما لمبدأ عدم التأثير على القضاء، مادام أن اختيار اللجوء إلى هذا الأخير، هو نابع من قناعة وإيمان بدور القضاء في الحفاظ على الشرعية والمشروعية، كلما كان هناك خرق لأي منظومة قانونية تنظم العلاقة بين الأفراد، ضمن بنية معينة، أو تنظم العلاقة بين الأفراد والمؤسسات”.

 

واعتبر أن تاريخ الاتحاد الاشتراكي هو أكبر من مؤتمر، حتى يتحمل الجميع مسؤولياته في هذه الفترة التي تتطلب فاعلين سياسيين حقيقيين قادرين على ترجمة قناعاتهم ومواقفهم دون خوف من قوى ضاغطة تشتغل في الظلام، لإضعاف النخب الحزبية المؤمنة بثوابت الوطن، لكن باستقلالية تامة عن السلطة والمال”.

 

اللغة الراقية

 

وذكر عبد الكريم بنعتيق في بلاغه بأبرز الأزمات التي مر منها الحزب ومناضلوه التزموا فيها على استعمال لغة راقية تؤطر النقاش بعيدا عن أسلوب القذف والشتم، قائلا: “عندما غادرنا حزب الاستقلال سنة 1959، حافظنا على علاقات أخوية مع رفاق الأمس، وعندما اختلفنا مع المرحوم عبد الله إبراهيم وأطلقنا مشروعا سياسيا آخر في المؤتمر الاستثنائي سنة 1975، حافظنا كذلك على علاقات احترام وتقدير مع إخوان الأمس، وعندما أسسنا سنة 1978 الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ظلت تجمعنا علاقات نضالية مع الرفاق في الاتحاد المغربي للشغل”.

 

وأضاف، “اليوم ونحن نختلف على طريقة تحضير المؤتمر 11 الذي نريده مؤتمرا لكل الاتحاديات والاتحاديين بعيدا، عن السلوكات التي قد تسيئ لهذه اللحظة، التي يسعى فيها مناضلو الحزب إلى المساهمة في هذا المجهود الجماعي قصد الرقي بحزبهم نحو الأفضل”، مطالبا بتحصين الممارسة الحزبية وإبعادها عن كل الانحرافات -حسب وصفه- التي قد تسيء إلى دور الأحزاب في تأطير المواطنين وإنتاج النخب القادرة على القيام بوساطة بين المؤسسات والمواطنين.

 

وأكد بنعتيق أنه “منذ البداية كان يسعى للانخراط في هذه المحطة برغبة قوية حتى تكون مناسبة للنقاش الهادئ والأخوي ومنافسة شريفة بعيدا عن أي غش أو تزوير حفاظا على سمعة الحزب، التي تعرضت لبعض الخدش خلال المؤتمرات الأخيرة نتيجة عدم احترام شفافية الاستحقاق الحزبي الداخلي”، كما جاء في البلاغ.

 

وشدد بنعتيق في بلاغه، على أن “الاتحاد الاشتراكي أمام مرحلة فاصلة بين من يريد ممارسة حزبية موسمية تجعل من الاستحقاقات الانتخابية هدفا مركزيا للحصول على بعض الامتيازات، على حساب تأطير مجتمعي حقيقي قادر على إعادة الاعتبار للعمل السياسي النبيل”.

 

 

ويعيش حزب الاتحاد الاشتراكي على وقع الصراعات التنظيمية الرافضة لإعادة ترشيح الكاتب الوطني للحزب إدريس لشكر لولاية ثالثة جهويا ووطنيا،

 

هذا وسيتم عقد المؤتمر الوطني 11 لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات لشعبية في الفترة الممتدة ما بين 28 و30 يناير 2022 حضوريا وعن بعد، كما أن رئاسة اللجنة التحضيرية أسندت للكاتب الأول إدريس لشكر في وقت سابق.

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق