ماذا “ربحت” الجزائر من وراء أزمة حجز أقمصة نهضة بركان؟

 

اعتبر الباحث في المجال الرياضي مراد بنتوك، أن الأزمة المفتعلة بخصوص أقمصة فريق نهضة بركان، بعد مصادرتها من قبل الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بدعوى أنها تحمل خريطة المغرب، تؤكد أن النظام الجزائري يستغل أي مناسبة لإظهار عداوته للمغرب.

 

 

وشدد بنتوك، في حديث لـ”الأيام 24″، أن الممارسات والتضييقات التي رافقت وصول نهضة بركان إلى مطار الهواري بومدين بالجزائر تعبر على عدم النضج الدبلوماسي والسياسي لحكام الجزائر، وتؤكد على أن هذا النظام طرف جوهري في النزاع المفتعل بالأقاليم الجنوبية للملكة المغربية، مادام أن خريطة المغرب لا علاقة لها بالحدود الترابية الجزائرية.

 

 

واستغرب المتحدث ذاته، من كل هذه الممارسات السلطوية اللاأخلاقية التي تعرض لها أعضاء ولاعبي نادي نهضة بركان، بعد الحجز على أمتعته ولاعبيه داخل مطار الهواري بومدين، وكأنهم عملاء استخباراتيون تم كشف أمرهم،  مؤكدا أن هذه الزوبعة التي أثارتها الجزائر بخصوص الخريطة الكاملة للمملكة المغربية، مستهجنة وغير مفهومة ولا علاقة لها بأدبيات القانون الدولي المنظم لمثل هذه التظاهرات.

 

 

وسجل المتخصص في الحكامة الرياضية، أن صناعة أقمصة بديلة لنهضة بركان من قبل الاتحاد الجزائري يعد تهكما واضحا وتدخلا شنيعا في السيادة المغربية، متسائلا: “لا يعقل أن تقترح دولة أخرى على الفريق المغربي قميصا معينا ليلعبوا به، فهذا يصدق عليه المثل المغربي “رضينا بالهم والهم ما رضى بينا””، على حد تعبير بنتوك.

 

 

ولفت إلى أن مثل هذه التصرفات للاتحاد الجزائري لكرة القدم تعد تدخلا في الشأن الرياضي الوطني ومحاولة منه لاستغلال هذه المقابلة الرياضية وإقحامها في صراع سياسي بعيد كل البعد عن الشأن الرياضي، وهو ما لا يستقيم مع مثل هذه المناسبات الكروية.

 

 

وأبرز بنتوك، أن من حق الفرق المغربية أن تضع ما تراه يبرز هويتها على أقمصتها الرياضية بعد عرضها على أنظار الهيئات الرياضية الوصية والمسؤولة على تنظيم البطولات والمنافسات الرياضية.

 

 

وتابع أن هذا الموضوع لا يهم الجزائر ولا أي دولة أخرى، باعتبار أن هذا شأن رياضي محض له مؤسساته المتخصصة في الموضوع، إضافة إلى أن القميص المعتمد في المناسبات الرياضية الإفريقية تم عرضه على “الكاف” الذي صادق عليه، ولعب به فريق نهضة بركان الأدوار الأولى من الكونفدرالية الإفريقية.

 

 

وأفاد بنتوك، أنه إذا كان للجزائر مشكل مع الهيئة الإفريقية المنظمة لهذه المسابقة الكروية، فعليها أن تراسلها في الموضوع، عوض أن تصب انفعاليتها المعهودة على النادي المغربي، وأن تعمل على عدم توفير الظروف المناسبة لإجراء المباراة مما أدى رسميا إلى إلغائها.

 

 

يذكر أن تقرر، رسميا، عدم إقامة مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري، بسبب تشبث الاتحاد الجزائري برفض قرارات “الكاف” السماح لنهضة بركان، باللعب بقميصه الرسمي الذي يتضمن الخريطة المغربية كاملة.

 

 

ويأتي هذا الإلغاء في ظل رفض الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم الاستئناف الذي تقدمت به الجامعة الجزائرية لكرة القدم ضد قرار لجنة CAF للأندية الصادر في 20 أبريل 2024 بشأن السماح لنهضة بركان لعب مباراة أمس ضد اتحاد العاصمة الجزائري بأقمصته التي تتضمن خريطة المغرب كاملة.

 

 

وفي المقابل، تشبث نادي نهضة بركان برفض لعب مباراة ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، بأقمصة بديلة صنعتها الجامعة الجزائرية، وشدد على إصراره خوض مباراته بقميصه الرسمي والقانوني الذي يتضمن خريطة المغرب كاملة.

مقالات مرتبطة :
تعليقات الزوار
  1. عبدالعالي

    سلوك النظام الجزائري لا ينبغي تحليله وتفسيره بالطرق العقلانية، بل بجب أن يضع المحلل نفسه في موقع شخص مقرقب أو مضبع ليفهم ما يرمي إليه النظام… أليس هذا النظام هو من ابتكر حكاية غاساما وجمال دبوز والكولسة لتبرير الإقصاء من كأس العالم؟ أليس هو نفسه من سخر أبواق بلهاء تلهي الناس وتعدهم بإعادة المبارة حتى بعد انطلاق مباريات كأس العالم؟ ألسنا اليوم أمام واقعة “سيناقشها” علماؤهم عبر مختلف “القنوات” إلى أن تمرر “العهدة الثانية” والشعب مبوق ينتظر حكم محكمة الطاس بحذف الخريطة من القميص العالمي لبركان ومعاقبة الكاف التي صادقت عليه وإعادة المباراة وربما تسليم الكأس مباشرة إلى المتحكم فيهم الذي لا يتحكم حتى في بوله؟ واماذا لا تكون القضية بكاملها بسبب طمس تحركات القبايل في نيويورك، أو فقط ببساطة تفادي فضيحة عدم توفرهم على الفار؟…

  2. BENALI

    ماذا تنتظرون من زريبة كرغوليا يحكمها معاقين ذهنيا وجسديا.

اترك تعليق