مع اقتراب فصل الصيف.. شبح حرائق الغابات يُطل برأسه مجددا على المملكة

 

 

مع اقتراب دخول فصل الصيف الذي يعرف نسبا قياسية في درجة الحرارة، حذر باحثون في مجال البيئة من إعادة سيناريوهات السنوات الأخيرة، التي شهدت حرائق كثيرة ومكثفة في مختلف الغابات والواحات داخل البلاد أفسدت في طريقها آلاف الهكتارات، الأمر الذي انعكس سلبا على البيئة.

 

ويعزى حسب بعض المتتبعين حدوث هذه الظواهر الطبيعية التي تمس بالسلامة البيئية للمملكة المغربية، إلى تزايد وتيرة الجفاف وتعاظم التقلبات المناخية نتيجة الاحتباس الحراري الذي يعرفه العالم، في الوقت الذي تسعى البلاد إلى تقليص من حدته بتنزيل مجموعة من المشاريع “صديقة للبيئة”.

 

وحسب بعض المعطيات الرسمية، فإن المغرب سجل حوالي خمسة آلاف حادثة التهمت تقريباً ما يناهز 51 ألفاً و717 هكتاراً من الغطاء الغابوي في 61 إقليماً، بحيث 34 في المائة من هذه الحرائق تركزت بإقليم العرائش، في حين أن 67 في المائة، من المساحة الإجمالية للغابات التي احترقت ما بين 2012 و2022، توجد بخمسة أقاليم بجهة طنجة تطوان الحسيمة.

 

 

هدم المجال الغابوي

 

 

تفاعلا مع هذا الموضوع، قال حكيم الفيلالي، أستاذ التعليم العالي بالكلية المتعددة التخصصات بخريبكة، والباحث في قضايا البيئة والماء، إنه “في السنوات الأخيرة عرفت ظاهرة “حرائق الغابات” تزايدا كبيرا بسبب ارتفاع درجة الحرارة في مختلف المناطق سواء الجنوبية والشمالية وأيضا الشرقية”مشيرا إلى أنه “هناك عوامل أخرى إلى جانب هذه الحرائق تساهم في هدم الغابات كاستغلال البشري”.

 

وأضاف الفيلالي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “التغير المناخي بسبب ازدياد نسبة الاحترار والموجات الحارة القادمة من المناطق الجنوبية يساهم بشكل كبير في استمرار هذه الظاهرة المضرة بالغابات والبيئة”، مضيفا أن “نسبة الجفاف تساعد على استفحال الحرائق الغابوية”.

 

وتابع المتحدث عينه أن “السنة السادسة من الجفاف تجعل إمكانية حرائق الغابات وانتشارها أمرا سهلا في ظل الظروف التي نعيشها اليوم”، موردا أن “العامل المناخي يعتبر عنصرا رئيسيا في فقدان المغرب مساحات مهمة من الغابات، لكن حتى العامل البشري له دور كبير ومهم في تعاظم هذه الظاهرة”.

 

وشدد الباحث البيئي على أنه “يجب العودة إلى إستراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030 والتي سطرت مجموعة من التدابير من أجل توسيع المساحات الغابوية وذلك عن طريق غرس ما يقارب 50 ألف هكتار سنويا للوصول إلى معدل 100 هكتار سنويا في أفق 2030”.

 

وأردف أيضا أنه “على الرغم من ذلك يجب تسريع البرامج الاستراتيجية المتعلقة بالبيئة والماء من أجل مواجهة الظواهر البيئية غير الصحية وحماية الموارد المائية والغابوبة من التلاشي”، مسجلا: “المغرب يعمل تطوير الجانب اللوجيستيكي عن طريق اقتناء طائرات الكنادر لاطفاء الحرائق، وأيضا العربات الخاصة بهذه الظواهر الغابوية والمرتبطة بخدمة الوقاية المدنية”.

 

 

عوامل طبيعية وبشرية

 

 

من جهته، قال مصطفى العيسات، باحث في المجال البيئي والتنمية المستدامة والمناخ، إنه في “السنوات الأخيرة تم تسجيل ارتفاعا في نسبة حرائق الغابات والواحات، نتيجة عوامل طبيعية من بينها ارتفاع درجة الحرارة وتزايد نسبة الجفاف”، مؤكدا على أن “الاهمال البشري يلعب دوراً مهما في انتشار هذه الظاهرة التي تؤثر على المجال البيئي”.

 

وأردف العيسات، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه “هناك حرائق وقعت ببعض الغابات وانتشرت بشكل واسع بسبب فعل فاعل”، موضحا أنه “هناك لجنة لليقظة تقوم بمراقبة الغابات بوسائل حديثة كـ”الدرون” من أجل تتبع كل صغيرة وكبيرة والوقوف على جميع المتغيرات التي قد تقع في الغابات”.

 

وتابع المتحدث عينه أنه “بسبب الرياح تعمل الفرق المكلفة بمراقبة أحوال الغابات على التعامل بجدية مع كل الحرائق سواء كانت صغيرة أم كبيرة، رغم أنه نفقد سنويا حوالي 12 ألف هكتار من مساحة الغابات مع ارتفاع نسبة العمران”.

 

ولفت الباحث البيئي إلى أنه “يجب رفع وعي المواطنين المغاربة من أجل التبليغ عن كل الحرائق لوقف نزيف اهدار الأراضي الغابوية، وأيضا التبليغ عن جرائم السطو على الغابات، مع إتخاذ جميع التدابير لمواجهة السلوكيات التي تتسبب في الحرائق”.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق