ضحك وغضب الحسن الثاني.. “حين لبس الملك جلباب فقيه محاضر”

 

نقف في الحلقة الثانية من ملف “حين لبس الملك جلباب فقيه محاضر” عند إلقاء الملك الراحل الحسن الثاني لدرس ديني آخر في شهر غشت من سنة 1978.

 

وكان الدرس الديني الثاني الذي ألقاه بنفسه قبل أن ينغمس حينها في تفسير الآية “إنّ الله عنده علم الساعة، ويُنزل الغيث ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس بأي أرض تموت، إنّ الله عليم خبير”.

 

وتزامن إلقاء هذا الدرس مع تكريس سياسة التراجع على تعريب التعليم، في حين أراد الملك الراحل أن يوجّه رسالة لمن يريدون انتقاد سياسته المنحازة للغرب وللثقافة الغربية وسياسة التراجع على تعريب التعليم في تلك الفترة.

 

ومن بين ما قاله الحسن الثاني في درسه: “علم الساعة بيد الله سبحانه وتعالى، ولكن الله فتح لنا حتى في هذه الآية أبوابا حتى لا نقع في ساعات بشرية هي بيدنا، في انتظار الساعة الكبرى، الساعة الكونية”، ثم استشهد بالحديث النبوي الذي قال فيه جبريل للنبي إنّ من علامات الساعة: “أن تطلع الشمس من مغربها، وأن تلد الأمَة ربّتها وأن ترى الحفاة العراة يتطاولون على البنيان”.

 

وإن قدّم الملك الراحل درسين حسنيين في رمضان، فإنه في المقابل جادل كبار العلماء المسلمين، في حين لم تخلُ الدروس الحسنية من طرائف ومن غضبة ملكية، من ضمنها قول الراحل الحسن الثاني للمقرئ عبد المجيد احساين: “ازرب آلفقيه وبلا غُنَّة” قبل أن يرتبك هذا الأخير وبدأ يسرع في القراءة حتى ضحك الحسن الثاني.

 

وفي مرّة أخرى غضب الحسن الثاني على العلاّمة بن الصديق وضحك من قفشات العلامة لزرق.

 

غضب على بن الصديق غضبا شديدا، فهذا الأخير أفتى ببطلان العقود المبرمة وقت صلاة الجمعة استنادا إلى الآية الكريمة: “يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع”، وكأنه حينها كان يلمّح إلى بطلان معاهدة “اتحاد المغرب العربي التي جرى توقيعها في السابع عشر من شهر رمضان من السنة ذاتها وفي وقت صلاة الجمعة، حيث لم يؤدّ قادة البلدان العربية الخمسة الموقّعة على المعاهدة صلاة الجمعة إلا قبل آذان صلاة العصر بنصف ساعة”.

 

وضحك الراحل الحسن الثاني على قفشات العالم محمد لزرق الذي فاجأ الوزير العلوي المدغري بقوله وبصوت مرتفع: “ما تجبدش جلابتي” بعدما قام المدغري بذلك لحثه على إنهاء الدرس، ما فجّر ضحك الملك فدعاه لإلقاء درس آخر ليجيبه “ماحاسّ بالمزود غير اللّي مضروب بيه”.

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق