خبير يكشف لـ”الأيام24″ أسرار “الزلزال السياسي” في إسبانيا

 

تعيش إسبانيا على وقع زلزال سياسي ضرب البلاد، على أعقاب نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة، التي عرفت هزيمة الحزب الإشتراكي الحاكم، وفوز الحزب الشعبي المعارض. الأمر الذي دفع رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، إلى إعلان حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة.

 

وقال سانشيز، في خطاب متلفز، إنه أبلغ الملك فيليبي السادس بقراره حل البرلمان و”الدعوة إلى انتخابات عامة”، ستجرى في 23 يوليوز، مشيرا أنه اتخذ هذا القرار في ضوء نتائج الانتخابات البلدية الإسبانية، التي انهزم فيها حزبه.

 

في قراءته لنتائج هذه الانتخابات وآثار ذلك على الساحة السياسية بإسبانيا، قال نبيل درويش، الخبير في الشؤون الإسبانية، إن “ما يحدث في إسبانيا هو تحول سياسي مهم، يفترض قراءته بطريقة متأنية، لأنه يعيد لنا إلى الواجهة التيار اليميني بشقيه؛ الحزب الشعبي وحزب بوكس اليمين المتطرف”.

 

وأوضح درويش في تصريح لـ”الأيام24″، أن “نتائج الانتخابات أعطت فوزا واضحا لليمين الذي حيّن مواقعه بشكل جلي، وسيطر على بعض القلاع التي كانت تعتبر حصونا محصنة للاشتراكيين”، مشيرا أن ما حدث هو “هزيمة للتيار التقدمي أكثر منها هزيمة للحزب الاشتراكي الإسباني”.

 

وتابع المتحدث: “فالخلافات الكبيرة الناشبة داخل بوديموس بين جناح إيريني مونتيرو، زوجة بابلو إيغليسياس مؤسس بوديموس، وجولاندا دياث زعيمة مشروع “سومار” داخل بوديموس، ساهمت بشكل كبير في نكسة بوديموس الذي اختفى تماما من موطنه الأصلي مدريد وفلنسية وجزر البليار، مثلما فقد التيار التقدمي مدينة برشلونة في شخص عمدة المدينة آدا كولا، التي اشتهرت بمعارضة طرد الأبناك للعاجزين عن سداد القروض من منازلهم”.

 

وأبرز الخبير في الشؤون الإسبانية، “نحن أمام صعود ظاهر لليمين ونكسة لليسار الذي يشكل الحكومة الحالية، حيث كانت أمام سانشيز عدة خيارات مثل القيام بتغيير حكومي أو فك الارتباط ببوديموس، لكنه اختار الخيار الأصعب: إجراء انتخابات تشريعية بعد أقل من شهرين أي في 23 يوليوز، أي في ذروة فصل الصيف”، مشيرا أنه “لم يسبق في تاريخ إسبانيا أن أجريت أية انتخابات في شهري يوليوز وغشت، بل أجريت الانتخابات فقط مرتين في شهر يونيو عامي 1993 و 2016”.

 

وعن خلفيات الخطوة الأخيرة لسانشيز، أوضح درويش، أن رئيس الحكومة الإسباني هدفه من إعلان حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، “استغلال الصدمة التي خلفتها هذه النتائج لدى التيار التقدمي، لدفعه إلى تجاوز خلافاته والقيام بتحركات كبيرة لتجاوز المشهد الذي نجم عن الانتخابات المحلية”، مشيرا أن “هذا أسلوب سانشيز، فقد سبق له الدعوة إلى انتخابات مفاجئة في 28 أبريل 2019، وقام بخطوة مماثلة عندنا دعا إلى انتخابات أخرى معادة في 10 نونبر 2019، وكان دائما محكوما بحسابات سياسية”.

 

 

إلى ذلك، أكد الخبير في الشؤون الإسبانية في ختام تصريحه لـ”الأيام24″، أن “سانشيز الآن، يقامر للحصول على كل شيء أو لا شيء”.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق