صواريخ مغربية على ضفاف المتوسط تقلب التوازنات والمعادلات عسكريا

ردود أفعال إقليمية “متوجّسة” يثيرها التّحديث المستمرّ للقوّات المسلحة الملكية، خاصّة من قبل إسبانيا والجزائر، حيث يربطون أيّ تطوير يمسّ العتاد العسكري المغربي، سواء الجوّي منه أو البرّي والبحريّ، بتهديد محتملٍ لمصالحهما، خاصّة على مستوى البحر الأبيض المتوسّط وتعقيداتهِ الإقليمية، ومناطق في إفريقيا جنوب الصحراء.

 

المخاوف الإسبانية، ظهرت في تحذير الإعلام بها من تنامي القوة العسكرية للمغرب، خاصة بعد حصوله على راجمات الصواريخ “هيمارس” التي تعد الأكثر تطورا في المنطقة، إذ نشرت قناة “كواترو” الإسبانية، أن الجيش المغرب تكفيه دقائق قليلة لمهاجمة مناطق إسبانية على غرار مدن إشبيلية أو غرناطة، عبر إطلاق صواريخ من طنجة  تصل سرعتها إلى ما بين 70 و300 كيلومتر، مشددة أن الصواريخ المغربية المتطورة لا يستطع سلاح المدفعية الإسباني التصدي لها.

 

واستطاع المغرب قلب إحداث خلخلة في التوازنات العسكرية بالمنطقة، فحسب عبدالمالك شفيق، أستاذ العلوم السياسية، أن أوضاع دول المغرب الكبير وجنوب الصحراء ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، تتراوح بين دول قوية قادرة على إدارة قدرها الذاتي ‬والمتعدّد‬، ‬ودول أخرى جامدة، ودول في ‬طور التفكيك والتفتت. معتبرا أن كل دولة لها أن تختار‬ ‬مصلحتها في‬ تحالفاتها الإقليمية وبناء قدراتها العسكرية لمواجهة تحدياتها الذاتية والمتداخلة.

 

وبما أن المغرب وإسبانيا بفصلهما البحر، فالتركيز وفق المحلل السياسي يكون أساسا مبني على منطق التفوق في العتاد البحري، يؤكد المحلل السياسي أنّ مدريد تتفوّق على الرباط من حيث القدرات البحرية والتّدريب، لكنن لا يغلي علو كعب المغرب الذي يمتلك صواريخ وقدرات دفاعية مهمية بريا وجويا.

 

التفوق المغربي، دفع النظام الجزائري إلى التقدم بطلب شراء لطائرات ‘سي.أش 5 رانباو’ القتالية وطرادات ثقيلة من شركة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية، ومن المرتقب أن تتسلم طلبياتها ابتداء من شهر مارس القادم، بحسب ما ذكره موقع “مينا ديفونس” المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية.

 

من جانبه، يرى المحلل السياسي ‬والإعلامي ‬الإسباني، ‬بيدرو كناليس، ‬أن الأزمات السياسية التي‬ مسّت الثلاثي، ‬الرباط مدريد الجزائر، “انعكاسا للحرب الباردة ‬الجديدة”، وهنا تبرز أحد وجوه المرتبطة بالتحديث العسكري.

 

رغم عقد العديد من صفقات السلاح مع عدد من الدول التي يتمتع معها المغرب بعلاقات قوية، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا، ومشاركته في عدد من المناورات العسكرية المشتركة خلال عام 2022، فإن المغرب احتل الترتيب الـ61 عالمياً في تصنيف “جلوبال فاير باور” لأقوى الجيوش على مستوى العالم لعام 2023 من ضمن 145 دولة شملها المؤشر. ووفقاً لهذا التصنيف جاء المغرب في الترتيب السادس عربياً، والسابع أفريقياً. ويشير التصنيف لعام 2023 إلى تراجع المغرب ستة مراكز في هذا التصنيف مقارنة بالعام الماضي الذي احتل فيه المغرب المرتبة الـ55 عالمياً.

 

وفسر عبدالمالك شفيق المحلل السياسي، بتركيز المغرب على التصنيع الحربي الدفاعي الأمني في الميزانية الجديدة المخصصة للدفاع وهو ما لا يتضمنه مؤشر تصنيف الجيوش عالمياً؛ الأمر الذي يدفع المغرب نحو عقد مزيد من صفقات السلاح لتطوير قدراته المسلحة، وخاصةً المتعلقة بتجديد أسطول عرباتها وشاحناتها للنقل الخاصة بالجيش؛ هذا إلى جانب تخصيص الحكومة المغربية نحو 12 مليار دولار لتطوير قواته المسلحة.

 

يشار إلى أن الحكومة خصصت رفعت الميزانية لعام 2023 والخاصة بالدفاع إلى 17 مليار دولار بزيادة قدرها 5 مليارات دولار عن العام الماضي، على أن يتم تخصيص الميزانية الجديدة لاقتناء الأسلحة ضمن حساب النفقات المسمى اقتناء وإصلاح معدات القوات المسلحة الملكية ودعم وتطوير صناعة الدفاع. وهذه الميزانية تمثل أكبر من 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق