تراجع رئيس بلدية الخليل بالضفة الغربية عن دعوته لقتل الكلاب الضالة بعدما أثارت غضبا

ديانا بعابيش والكلاب الضالة
AFP
تدير ديانا بعابيش ملجأ الكلاب الوحيد في الضفة الغربية

تراجع رئيس بلدية الخليل عن عرضه مكافأة لمن يقتل الكلاب الضالة، وهو ما تسبب في غضب محبي الحيوانات، إذ قال إنه كان يمزح.

وكان رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة قد قال إن "أولئك الذين قتلوا الكلاب الضالة في مدينته يمكنهم الحصول على 20 شيكلا (5.8 دولار) لكل كلب".

وانتشرت اللقطات ومقاطع الفيديو على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي والتي أظهرت على ما يبدو كلابا تُقتل أو تُساء معاملتها.

ثم شجع عمدة آخر الناس على إطلاق النار على الكلاب في مدينته.

ونددت ديانا بعابيش، التي تدير ملجأ الكلاب الوحيد في الضفة الغربية في بيت ساحور جنوب القدس، بما قالت إنه "ضوء أخضر لانتهاك وقتل وتعذيب الحيوانات".

وتقدر جماعات حقوق الحيوان المحلية أن هناك بضعة آلاف من الكلاب الضالة في جميع أنحاء الضفة الغربية.

ولا توجد خدمات رسمية لإنقاذ الحيوانات.

وفي بعض الأحيان، تتجمع الكلاب الضالة - وهي خليط من الكلاب "البلدي"، كما يطلق عليها الفلسطينيون والسلالات الهجينة - في صورة قطعان كبيرة ويبحثون عن الطعام. ويمكن أن يكون البعض منها عدوانيا وهناك شكاوى متكررة للمجالس الفلسطينية التي غالبا ما تسمم الكلاب وتطلق النار عليها.

ومع وجود معظم الضفة الغربية المحتلة تحت السيطرة العسكرية والإدارية الإسرائيلية الكاملة، لا توجد استراتيجية مشتركة لمعالجة المشكلة.

وفي حديثه إلى محطة إذاعية محلية الأسبوع الماضي، سُئل أبو سنينة عن هذه الموضوع في الخليل. واعترف بأنه لم يستشر أعضاء المجلس الآخرين لكنه أعلن عن فكرة عرض رسوم لقتل كلب.

وقال "هذا يعني أنه إذا أحضر شخص أو قتل خمسة كلاب وأوقف خطرهم في الشارع، فسيتم منحهم 100 شيكل".

وبدا أن مقاطع الفيديو التي تلت ذلك تظهر كلابا تتعرض لإطلاق النار والتعذيب والضرب. وظهرت بعض اللقطات التي تمت مشاركتها قديمة أو مزيفة.

وكانت مجموعة من شباب الخليل مستاءة للغاية لدرجة أنهم قاموا بتعليق ملصقات تعارض الإجراء في مواقع المجلس، والتي أزيل العديد منها بسرعة.

وتقول فيدا جونيدي: "كانت الفكرة الرئيسية هي تثقيف وتبادل الوعي بين الجمهور والبلدية بأن ديننا وتقاليدنا وتاريخنا كفلسطينيين لا يقبل قتل أو إساءة معاملة أو معاملة أي نوع من الحيوانات بطريقة سيئة".

كما عرض المتطوعون إبعاد أي كلب ضال وأخذوا بعضها إلى مأوى الكلاب، وهو مليء بالإمكانيات اللازمة للتعامل مع الكلاب، إذ يقدم الرعاية الطبية ويعيد توطينهم.

وبعد أيام من الضجة - باهتمام من وسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية - واجتماعات مع جماعات حقوق الحيوان، قال أبو سنينة لبي بي سي إنه كان هناك "رد فعل مبالغ فيه" على تعليقه على الكلاب الذي يقول الآن إنه كان "مزحة لتسليط الضوء على المشكلة".

وفي مدينة طولكرم الشمالية، التي أيد عمدتها هذه الممارسة، تقول السلطات المحلية الآن إنها ستعمل مع الشرطة للسيطرة على أعداد الكلاب.

وأصبحت نقطة نقاش رئيسية بين الفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي. وأظهر أحد المنشورات على إنستغرام كلبا من نوع "جيرمان شيببرد" - أو الراعي الألماني - مسلحًا ببندقية يقول: "كلاب بلدية الخليل بعد تصريحات رئيس بلديتها".

ويقول نشطاء حقوق الحيوان الفلسطينيون إن الجانب المشرق الوحيد في الأيام الأخيرة هو أنها فتحت نقاشا طال انتظاره حول التعاطف مع الحيوانات.

وفي حين أن هناك القليل من الدعم المالي من السلطة الفلسطينية التي تعاني من ضائقة مالية، إلا أنهم يشددون على الحاجة إلى برنامج شامل للخصي والتطعيم.

وتقول لمى يحيى من رابطة الحيوانات الفلسطينية: "نريد فقط أن يكون هذه الكلاب تحت السيطرة وأقل خطورة على الناس. إن هذه الإجراءات أكثر كلفة لكنها بالتأكيد الحل الأكثر إنسانية للكلاب".


شاهد أيضا

التعليقات مغلقة.