ما الذي يريده ماكرون من زيارته للمغرب؟

في الوقت الذي دعمت فيه إسبانيا وألمانيا بشكل واضح مقترح الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب لإنهاء ملف “الصحراء المغربية” لا تزال فرنسا تضع نفسها في المنطقة الضبابية، فيما لا تزال العلاقات المغربية الفرنسية تشهد مرحلة توصف بـ”الأزمة الصامتة” أو “البرود السياسي”، خاصة أنها اشتدّت بعد اتهام المملكة باستخدام برنامج “بيغاسوس” للتجسس على هواتف شخصيات فرنسية بارزة في مقدمتهم الرئيس الفرنسي، فضلا عن إقدام فرنسا على خفض التأشيرات الممنوحة للمغاربة.

 

ودعا الملك محمد السادس، في خطابه بمناسبة الذكرى الـ69 لثورة الملك والشعب، الشركاء التقليديين والجدد إلى الخروج من المنطقة الرمادية بخصوص موضوع الصحراء وإعلان موقف واضح بخصوص هذه القضية؛ فيما أشار جُملة من المحللون آنذاك، إلى أن فرنسا هي المعنية بخطاب محمد السادس، وهو ما يظهر هذه الأزمة بين باريس والرباط.

 

فهل النظام الفرنسي عازم على ترميم علاقته المتضررة مع المغرب؟

 

إعلان زيارة إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، للمغرب، أتى في خضم رده على بعض الجمهور الذي صادفه بعد الخروج من نشاط رسمي ليلة يوم السبت 27 غشت الجاري، حيث سألوه عن زيارته الرسمية لبلدهم فكان رده بأنها انت “عظيمة”، قبل أن يُطرح عليه سؤال آخر عن موعد زيارته للمغرب، فكان رد ماكرون بأن له زيارة أواخر شهر أكتوبر المقبل.

 

ويرى مراقبون ومحللون، أن العلاقات بين الرباط وباريس تعيش ركودا بسبب قرار الحكومة الفرنسية خفض التأشيرات الممنوحة للمغاربة، الذي انعكس بتراجع الزيارات الدبلوماسية المتبادلة بين البلدين منذ أشهر طِوال، إذ تعود آخر زيارة لمسؤول فرنسي للرباط إلى شهر نونبر 2021 ويتعلق الأمر بـ”فرانك رياستر”، الوزير المنتدب المكلف بشؤون التجارة الخارجية.

 

وفي هذا السياق، أوضحت أسماء مهديوي، باحثة في العلوم السياسية، أنه “أولا إن أنباء الزيارة هي غير يقينية، والفيديو ليس بالمصدر الذي يبنى عليه، لأننا نعلم أن الزيارات المتبادلة بين رؤساء الدول تخضع لمجموعة من الترتيبات بين البلدين، وبالتالي إعلان الزيارة هو غير رسمي، إنما يمكننا أن نستشف منه رغبة من قبل ماكرون لزيارة المغرب، مباشرة بعد زيارته للجزائر”.

 

“تحرص فرنسا على إقامة التوازن في علاقاتها بين البلدين” تضيف مهديوي في حديثها لـ”الأيام 24″ في إشارتها إلى كل من المغرب والجزائر، مردفة “فرنسا تهدف للحفاظ على مصالحها، لكن زيارة ماكرون للمغرب ستكون مطوقة بالمحددات التي وردت في الخطاب الملكي بمناسبة ثورة الملك والشعب، إضافة إلى ذلك هناك ملفات اقتصادية كبرى تجمع بين المغرب وفرنسا، وكذا ملفات تتعلق بالأمن والهجرة، إضافة للتموقع في إفريقيا خصوصا مع ما تعرفه القارة من تراجع في النفوذ الفرنسي لصالح قوى دولية أخرى”.

 

وتجدر الإشارة، إلى أن ماكرون بعد ثلاثة أيام من زيارته للجزائر، تبيّن بحسب عدد من المحللون أنه لو يذهب إليها “سوى لطي الخلاف مع قيادتها السياسية والعسكرية”؛ فيما عاد إلى فرنسا دون أن ينبس بكلمة “اعتذار” عن جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وكذلك لم يوقع اتفاقات لزيادة إمدادات الغاز الجزائري، ولم يعلن عن استثمارات بمليارات الدولارات، ولم يعد حتى بزيادة عدد التأشيرات التي قلصها إلى النصف، ناهيك عن نفيه القيام بوساطة بين الجزائر وكل من إسبانيا والمغرب”.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق