أليكسي نافالني: محكمة روسية تقضي بسجنه رغم استمرار الاحتجاجات من قبل مؤيديه

أليكسي نافالني
Reuters
يتهم نافالني الرئيس الروسي بوتين بالمسؤولية عن تسميمه بغاز الأعصاب
قضت محكمة روسية بسجن المعارض البارز، أليكسي نافالني، لمدة ثلاث سنوات ونصف لانتهاكه شروط عقوبة بالسجن مع وقف التنفيذ. وتجمع الآلاف من المحتجين في أنحاء روسيا لدعم نافالني. وبذلك حولت المحكمة التي انعقدت في موسكو عقوبته مع وقف التنفيذ بتهمة الاختلاس إلى عقوبة نافذة بالسجن. وقضى نافالني بالفعل عاما تحت الإقامة الجبرية والتي سيتم خصمها من إجمالي العقوبة. واستقبل نافالني قرار المحكمة بهز كتفيه باستسلام، حسبما ذكرت مراسلة بي بي سي سارة رينفورد. واتهم المعارض البارز في المحكمة الرئيس فلاديمير بوتين بأنه قام بتسميمه، وألقى عليه باللوم في الهجوم الذي استهدفه بغاز الأعصاب. ودعا أنصار نافالني إلى احتجاج فوري، وحاولوا التجمع خارج المحكمة لكن المنطقة بأكملها اكتظت بأفراد شرطة مكافحة الشغب. وذكر مراقبون أن أكثر من 300 شخص اعتقلوا. وقال محاميه إنهم سيستأنفون الحكم. جاء رد الفعل الدولي القوي على الحكم سريعا، حيث قال مجلس أوروبا - هيئة حقوق الإنسان الرئيسية في القارة - إن الحكم "يتحدى كل مصداقية". كما أدان الحكم وزيرا خارجية بريطانيا وألمانيا، وطالب وزير الخارجية الأمريكي بالإطلاق الفوري وغير المشروط لسراح المعارض الروسي. وأثارت عودة نافالني إلى روسيا في 17 من يناير/ كانون الثاني الماضي احتجاجات حاشدة مؤيدة له، وكثير من المحتجين هم شباب روس عايشوا حكم الرئيس فلاديمير بوتين. وقد اتُهم نافالني بخرق شروط حكم قضائي صدر بحقه في عام 2014 مع وقف التنفيذ بتهمة الاختلاس، ما يتطلب منه الحضور إلى مقر الشرطة الروسية بانتظام. ويقول محاموه إن الاتهام سخيف لأن السلطات تعلم أنه كان يتعافى في برلين، بعد هجوم بغاز الأعصاب كاد أن يقتله.
الشرطة الروسية تعتقل أحد الأشخاص
EPA
شنت الشرطة حملة صارمة على أنصار نافالني
وقال نافالني أمام المحكمة اليوم الثلاثاء: "لقد دخلت في غيبوبة ثم عدت للوعي وغادرت المستشفى، واتصلت بالمحامي الخاص بي وأرسلت لكم وثيقة توضح مكان وجودي ... بالطبع لم أكن في المنزل! ماذا يمكنني أن أفعل أكثر من ذلك؟" وحضر دبلوماسيون غربيون جلسة المحكمة. وأدان الاتحاد الأوروبي الاعتقالات الجماعية لمؤيدي نافالني، ومن المقرر أن يزور منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، موسكو الخميس المقبل لإجراء محادثات رسمية. وتعليقا على جلسة المحكمة، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف: "نأمل ألا يحدث مثل هذا الهراء، مثل ربط مستقبل العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي مع نزيل في أحد مراكز الاحتجاز".

قصر بوتين

يتهم نافالني بوتين بإدارة حكومة مليئة بالفساد، ونشر مؤخرا مقطع فيديو على موقع يوتيوب يظهر قصرا فخما على ساحل البحر الأسود، زاعما أنه هدية من أصحاب مليارات روس إلى الرئيس بوتين. وشاهد الفيديو أكثر من 100 مليون شخص. ولوح بعض المتظاهرين يوم الأحد بفرش مرحاض ذهبية اللون، في رمز لغضبهم إزاء القصر المزعوم. وقال أركادي روتنبرغ، رجل الأعمال الملياردير المقرب من بوتين، يوم السبت إنه من يمتلك ذلك القصر واشتراه قبل عامين. وقالت مجموعة المراقبة الروسية إن الشرطة اعتقلت أكثر من 5000 شخص، في احتجاجات مؤيدة لنافالني في 86 مدينة في جميع أنحاء البلاد يوم الأحد الماضي. وكانت الحشود قد تحدت، في عطلة نهاية أسبوع ثانية، البرد القارس والانتشار المكثف لشرطة مكافحة الشغب.
قوات شرطة روسية
Reuters
ساعد أفراد الحرس الوطني الشرطة في إغلاق الشوارع القريبة من المحكمة
وأمضى المعارض الروسي البارز خمسة أشهر يتعافى من تسمم بغاز الأعصاب "نوفيتشوك"، وهو هجوم ألقى باللوم فيه مباشرة على الرئيس بوتين. ونفى الكرملين أي تورط له في ذلك الهجوم، ويشكك في استنتاج الخبراء بأن نوفيتشوك قد استخدم بالفعل. وفي الأيام الأخيرة، ألقت الشرطة القبض على العديد من كبار مساعدي نافالني، الذين يساعدونه في شبكة مكافحة الفساد التابعة له المعروفة اختصارا باسم FBK.

شاهد أيضا

التعليقات مغلقة.