تفكيك خلايا إرهابية جديدة.. خبير يكشف لـ’’الأيام24’’ أسباب تربص الدواعش بالمغرب في زمن كورونا

تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، صباح الخميس 10 شتنبر الجاري، بناء على معلومات استخباراتية دقيقة، من تفكيك خلية إرهابية تابعة لما يسمى بتنظيم « الدولة الإسلامية »، وإحباط مخططاتها التي كانت وشيكة وبالغة التعقيد، ولها ارتباطات في عدة مدن مغربية، وذلك في إطار  العمليات الاستباقية المتواصلة لتحييد مخاطر التهديد الإرهابي، وتحصين المملكة ضد المخططات التخريبية التي تراهن عليها التنظيمات الإرهابية.

 

 

ووفق بلاغ للمكتب المركزي،  فقد تم تنفيذ هذه العمليات الأمنية بشكل متزامن بمدن طنجة وتيفلت وتمارة والصخيرات، في الساعات الأولى، وأسفرت عن توقيف خمسة متطرفين، تتراوح أعمارهم ما بين 29 و43 سنة .

 

 

هذه العملية شكلت فرصة لدى المراقبين لطرح أسئلة محورية عن أسباب تربص الدواعش بالمملكة، وكيف ساهم الفكر المتطرف في صناعة الموت العابر للحدود؟.

 

 

محمد ضريف ، الباحث السياسي والخبير في قضايا الجماعات الإسلامية، يرى أن تفكيك الخلية الأخيرة لا يمكن أن يتم ربطه تنظيميا بداعش، بشكل عام ، لأن  الاستقطاب او الارتباط بداعش او بأي تنظيم متطرف هو أديولوجي وعقائدي  اولا ، وليس ارتباطا تنظيميا .

 

ويشدد ضريف في حديث خص به ’’الأيام24’’ أنه في السابق وبناء على ما يتوفر من معطيات وتجارب في بعض البلدان العربية والاسلامية ، كان الاستقطاب مؤسسا على ارتباطات تنظيمية ، للقاعدة او داعش ، فكان يتم الربط بن التنظيمات والعمليات التي تنفذها بعض الذئاب المنفردة.

 

وأكد ضريف أن القاعدة التي تلقت بعض الضربات، موجودة لكن تراجعت بشكل كبير ، وهو نفس الوضع الذي تعيشه داعش ، مع انها اعتمدت الوجود على الأرض  من خلال بناء ما يسمى ’’الدولة الإسلامية’’ بخلاف القاعدة.

 

وعن الخلية الأخيرة التي تم تفكيكها أمس بأربع مدن مغربية، يرى ضريف  أن هناك تغير على مستوى الاستقطاب مشيرا  إلى أن  من بين الاشخاص  المعتقلين متقدمون في السن ، وتجاوزا  الأربعين  وليسوا شبابا كما في السابق حيث كان يتم استقطاب شاب دون العشرين.

 

وتساءل ضريف في السياق ذاته، إذا كان  هؤلاء المعتقلون مرتبطون اديولوجيا بداعش فهل يمكن القول إنها تستهدف المغرب ؟

 

ليجيب مؤكدا أن  أي عملية قد تحدث  مستقبلا سوف تنسبها  داعش إلى نفسها، للتأكيد على وجودها بمعنى آخر،  أن هناك شباب أو مغاربة يتبنون هذا الفكر المتطرف ، وحتى لو انتهت داعش سيبقى الفكر المتطرف لارتباطات بالفكر  اساسا وليس التنظيم.

 

 

واستغرب المتحدث  كيف يلجأ هؤلاء لاثبات وجودهم من خلال الحاق الأذى بالآخرين، و لماذا يوجد مثل هؤلاء الأشخاص الذين يرغبون في قتل أنفسهم واستهداف الاستقرار خدمة لأجندات متطرفة لايرتبطون بها تنظيميا ؟

 

ضريف لفت في حديثه لـ’’الأيام24’’  إلى أن الاشكال الحقيقي في كيفية احتواء الفكر المتطرف، الذي له ارتباطات بالثقافة والفكر .

 

وتابع في السياق ذاته،  أن المغرب يعتمد مقاربة استباقية ، ولها دورها ولكن نحن في مواجهة فكر متطرف رغم تراجع عدد الخلايا ، لكن يمكن أن تظهر خلايا جديدة بين فينة وأخرى ، لاشخاص يؤمنون بفكر متطرف يسعون  لالحاق الاذى بالآخر .

 

وأشار ضريف، إلى أن ظاهرة تفشي الجريمة المنظمة موجودة في كل مكان، معتبرا أن وجود شباب ينتمون إلى هذا الفكر، ليس بالضرورة من أجل الآخرة، ولكن  لأنه يحقق عائدا دنيويا ماديا ، كمبدأ  الاستحلال، إذ يستحلون مالك وممتلكات باعتبار أنك مارق وكافر ، والعديد انتموا إلى هذه الجماعات ولا علاقة لهم بالدين، والكثير من الجرائم اضفوا عليها طابعا شرعيا.  وهؤلاء كانوا يخططون لعمليات لكن منهم من كان يسرق لأنه جزء مما يقتنعون به ويعتبرونه عملا شرعيا من خلال هذه العمليات.

 

ودعا الخبير في الجماعات الإسلامية إلى دمج الاستراتيجيات الأمنية والثقافية والدينية، لأن الضرورة تفرض  علينا ذلك ، لافتا أن المغرب مقارنة بدول أخرى تجنب الأسوأ.

 

ومقارنة بالحالة المغربية ودول مشرقية ظهرت فيها تنظيمات إرهابية منظمة، شدد ضريف على أننا في المغرب لا نتحدث عن أناس يبحثون عن سلطة كما في المشرق ، لأن المستوى المعرفي للمعتقلين ضحل ومستواهم الاجتماعي هش، والشخص الذي يتزعم الخلية مر بالسجون وهو يبحث عن عائد مادي ، وطريقة صنعهم للمتفجرات ومحاولة تفجير قنينة الغاز لمواجهة القوات الخاصة للأمن  تكشف ذلك .

 

 

 

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق