أكد الملك حمد السادس خلال رسالة بعثها إلى المشاركين في الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال، التي انطلقت اليوم الخميس رسميا بمدينة مراكش، (أكد) التزام المغرب القوي بأهداف القمة العالمية لريادة الأعمال، من خلال تعبئة طاقاته من أجل النهوض بالتنمية البشرية والمستدامة، وتشجيع تبادل الخبرات والمعارف، والاستغلال الأمثل لعناصر التكامل، خاصة بين بلدان الجنوب.
وقال الملك في نص الرسالة، التي تلاها نيابة عنه رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران، أن “الانسان لا يولد مقاولا، بل يصبح كذلك عبر الانخراط في مسار النجاح، من خلال علاقة تفاعلية بين المجهود والتعلم والتحكم في الصعوبات”، مؤكدا أن “صاحب المبادرة في عالم الأعمال هو الذي لا يسلك المسارات المألوفة، ويتحدى الوضع القائم، بل إنه يبادر، دون تردد، إلى الإجابة، من موقعه، على حاجيات لم يتم تحديدها بعد، أو لم تتم الاستجابة لها”.
وأشار محمد السادس في معرض رسالته أن “المبادرة والابتكار قيمتان متلازمتان، تشكلان محطة للعبور نحو الحرية والترقي الاجتماعي والازدهار، كلما توفر المناخ الملائم للأعمال، والشروط الضرورية لذلك”.
وأضاف أن “التربية عنصر أساسي لا بد منه، في المسار الذي ينقل الإنسان إلى مرحلة تنمية روح النقد، وإرادة التطور الذاتي، ليتمكن، في الوقت المناسب، من إدراك واغتنام الفرص الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية المتاحة”، لذا، يقول الملك، “فإن من واجبنا تمكين الأجيال القادمة من منظومة تربوية تتجاوز عملية “التراكم – ونقل المعارف”، للانتقال إلى تشجيع روح الإبداع والابتكار والتفاعل”.
واسترسل العاهل المغربي: “الشباب يتوفر اليوم، على نافذة مفتوحة على العالم، من خلال التكنولوجيا الحديثة للإعلام، التي تجعل من المعارف العامة، النظرية منها والتطبيقية، ثروة مشتركة للإنسانية جمعاء”، مؤكدا على ضرورة تشجيع الشباب المتعطش لتطوير الذات، والوصول إلى مضامينها المفتوحة أمام الجميع، من أجل جعل المعرفة المشتركة عبر الإنترنيت، وسيلة للترقي الاجتماعي على المستوى العالمي، وتضع بين يدي كل من كان محروما منها في السابق، معارف وفرصا للتعلم لا تقدر بثمن، خدمة للابتكار والمبادرة في مجال الأعمال.