ط.غ
تضييق الخيارات أمام جبهة البوليساريو، فالمعطيات الجديدة على الأرض منذ 2020، تاريخ قيام بإحباط خطط الجبهة في معبر الكركرات، والتي أنهت فعليًا أحد آخر معابر البوليساريو نحو الجنوب، وعززت سيطرت المغرب الأمنية والعسكرية على طول الجدار الرملي، وصولًا إلى الحدود الموريتانية.
معطيات تنضاف إلى أخرى تتعلق بتحركات لتصنيف الجبهة على قوائم “الإرهاب”، حد من قدرة البوليساريو على المناورة، وطرح أمام الجزائر خيار البحث عن منافذ دبلوماسية لقيادات الجبهة عبر تهريب بعضهم إلى تونس. لكن ماذا عن موريتانيا البلاد التي تحركت عسكريا على الحدود طيبة الفترات الماضية لسد الثغرات التي قد يتسلل من عناصر الجبهة إلى داخل التراب الموريتاني.
موقع أنفو الموريتاني كشف أنه خلال الأشهر الماضية، لجأت موريتانيا إلى مقاربة أمنية صارمة تمثلت في إغلاق أجزاء من حدودها الشمالية الشرقية، وتشديد الرقابة على المعابر غير الرسمية التي كانت تُستخدم للتسلل أو التهريب أو التواصل مع قبائل ومجموعات حدودية. مضيفا هذا الأجراء الموريتاني، يحمل طابعًا أمنيًا في ظاهره، فإنه يعكس في جوهره تغيرًا في موقف نواكشوط، التي باتت أكثر حرصًا على ضبط المسافة مع أطراف النزاع، وأقرب في توجهها إلى خيار الحياد النشط، بما يضمن استقرارها وتجنبها لأي تورط محتمل في صراع مسلح غير مضمون العواقب.
وعن احتمال انتقال البوليساريو إلى دولة أخرى أو اعتماد العمل السري، نقل الموقع الموريتاني أنه يصطدم بتشدد أمني إقليمي واسع وتحالفات جديدة لا تمنحها مجالًا للمناورة. وفي هذا السياق، تبرز موريتانيا بوصفها الدولة المجاورة الأكثر حساسية تجاه أي تحولات مفاجئة، ما يجعل يقظتها الأمنية واجبة واستباقية، خاصة أن احتضان الجبهة أمر يستحيل سياسيًا وواقعيًا، ولا يمكن أن يتم دون تداعيات تمس توازناتها الداخلية والإقليمية.
المصدر الموريتاني تحدث عن تغير متسارع في خريطة الاعترافات، حوّل البوليساريو من شبه فاعل دبلوماسي حول قضية نزاع، إلى كيان رمزي محدود التأثير، خصوصًا في ظل غياب آلية دولية حقيقية تواكب مطالبها أو تفرض مسارًا تفاوضيًا يعكس مواقفها التقليدية.
واقع يضيف المصدر يطرح تساؤلات حقيقية حول مستقبل الجبهة ومصير وجودها في تندوف. ذلك ان الجزائر، التي كانت المظلة الحامية والداعمة، تواجه اليوم ضغوطًا اقتصادية واجتماعية داخلية تجعل من الاستمرار في هذا النوع من الالتزام عبئًا غير مضمون المردود السياسي.