لماذا اختار المغرب “دبلوماسية صامتة” تجاه الحرب الإسرائيلية الإيرانية؟

ط.غ

 

 

سارع العرب للإمساك بقوة بالآلة الحاسبة لحساب الأرباح والخسائر الناتجة عن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، التي تتجاوز في أبعادها الجانب العسكري إلى أخر اقتصادي ولعبة التموقع ضمن إعادة خلط الأوراق وإستراتيجية شرق أوسط جديد، فلماذا اختار المغرب “الدبلوماسية الصامتة” تجاه مايقع بين طهران وتل أبيب؟

 

 

 

عبد الخالق راشدي الباحث في العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، اعتبر أن صمت المغرب وعدم تعليقه على الأحداث الجارية في الشرق الأوسط، هو اختيار دبلوماسي يتيح للمملكة المغربية مسك العصا من الوسط والحفاظ على القدر الممكن من التوازن الحساس في علاقاتها الإقليمية والدولية.

 

 

 

وأكد راشدي، في تصريح لـ”الأيام 24″ أن العلاقات الرسمية بين المغرب وإيران لم تكن على ود بفعل موقف طهران من ملف الوحدة الترابية وعلاقاتها بجبهة “البوليساريو” الانفصالية، مبينا أن “هذا كان مصدر إزعاج للرباط، ما دعاها إلى اختيار لغة الصمت وعدم الانخراط في المبادرة المصرية التي دعت إلى جمع التوقيعات العربية لإدانة الهجوم الإسرائيلي على إيران”.

 

 

التصعيد العسكري بين طهران وتل أبيب أظهر، حسب المتحدث ذاته، استقلالية في موقف الرباط التي لا يمكن وضعها ضمن “الحياد السلبي” بل إستراتيجية وخطة دبلوماسية  متزنة تراعي الأولويات الوطنية، وترفض الاصطفاف غير المشروط مع أي طرف، خاصة في صراعات ذات امتدادات أيديولوجية وأمنية معقدة.

 

 

وحول إمكانية تأثير الحرب على علاقات المغرب والجزائر، أوضح الباحث في العلاقات الدولية، أن لكل من الرباط والجزائر اختيارات دبلوماسية واعية تنسجم مع السياسات الخارجية لكل منهما، مشيرا إلى أن الجزائر كانت سباقة إلى إدانة الهجوم الإسرائيلي، بالنظر إلى العلاقات الوطيدة بين الجانبين خاصة وأن طهران لا تخفي تعاونها مع الجزائر واصطفافها مع الطرح الانفصالي في الصحراء المغربية.

 

 

وفي المقابل، يضيف راشدي، يأتي “تطبيع علاقات المغرب مع اسرائيل وتعاونهما العسكري”، الأمر الذي يؤثر على علاقات الرباط والجزائر ويجعل علاقاتهما مشحونة، وهو ما قد تستغله القوى الغربية لمزيد من النفخ في “جمر العداء الذي قد يسفر عن اصطدام عسكري عنيف”.

 

 

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق