التداعيات الاقتصادية للحرب بين إسرائيل وإيران تطال المغرب

 

بينما تتواصل المواجهة العسكرية المباشرة وغير المسبوقة بين إسرائيل وإيران منذ أربعة أيام، مع استمرار الجيش الإسرائيلي في تنفيذ غارات طالت معظمها مواقع عسكرية في الجمهورية الإسلامية التي ترد بدورها بسلسلة من الضربات الصاروخية أصابت مواقع إسرائيلية حيوية؛ تتجه الأنظار نحو التداعيات والانعكاسات المتوقعة لهذه الحرب ليس فقط على منطقة الشرق الأوسط غير المهيئة تماما لتحمل حرب جديدة، بل أيضا على مستوى باقي دول المعمور، من بينها المغرب، خاصة في ظل تنبؤات بانفجار أزمة اقتصادية عالمية.

 

 

المواجهة بين الطرفين، التي بدأت عندما شنت إسرائيل، فجر الجمعة 13 يونيو هجوما مباغتا على منشآت نووية ومناطق عسكرية إيرانية، وقتلت عددا كبيرا من القادة العسكريين والعلماء الإيرانيين، وتواصلت بشن طهران في ذات اليوم هجوما صاروخيا واسعا على تل أبيب تسبب في دمار كبير؛ لم تتأخر تبعاتها الاقتصادية في الظهور، حيث شهدت أسعار النفط قفزة وارتفعت إلى أعلى مستوياتها خلال خمسة أشهر.

ووسط مؤشرات عن اتساع رقعة الهجمات العسكرية بين إسرائيل وإيران ودخول أطراف أخرى، يؤكد مراقبون، أن التهديد المباشر لما يقع حاليا سيتجاوز مداه استقرار دول المنطقة وإعادة التموقع على الخريطة الجيوسياسية، ليصل إلى حياة الناس اليومية في كافة دول العالم.

 

 

فبالنسبة للمغرب مثلا، الذي يغطي احتياجاته النفطية والغازية من السوق الدولية بنسبة تزيد عن 95 في المائة ويعتمد بنسبة كبيرة على المصادر الأحفورية القادمة من الشرق الأوسط، سيتأثر بلا شك بالارتفاع المفاجئ والحاد في أسعار النفط التي سجلت زيادة بما يتراوح بين 8 و10 في المائة الجمعة الفائتة وسط مخاوف من انقطاع الإمدادات، مما سيكون له بالتبعية انعكاس مباشر على معيشة المواطنين الذين يشكون سلفا من ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والخدمات.

 

 

 

كذلك، يتوقع مراقبون اقتصاديون، أن تعمد إيران في حال تعرضها إلى ضغوط دولية شديدة، إلى إغلاق مضيق هرمز مما سيوقف حركة شحن النفط في المضيق، كما فعلت تماما في فترة حرب الخليج الأولى بين عامي 1980 و1988، وهو السيناريو الذي لا أحد يريد أن يتكرر، لأن إدخال هذا المضيق الاستراتيجي الذي تعبر منه يوميا 20 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات والمنتجات المكررة إلى دائرة الصراع، سيعرقل حركة شحن النفط والغاز الطبيعي من دول الخليج العربي إلى الأسواق الدولية.

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق