في خضم النقاشات الدائرة حول الاستعدادات لاحتضان مونديال 2030، وجّه الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، انتقادات لاذعة للحكومة، داعيا إلى عدم تحويل الحدث الكروي إلى واجهة دعائية على حساب العدالة المجالية والتنمية المتوازنة بين جهات المملكة.
من إقليم قلعة السراغنة، أطلق بنعبد الله تحذيرا مما أسماه “الفراغ التنموي المزمن” الذي تعانيه المناطق القروية، مسلطا الضوء على تدهور القطاع الفلاحي، خصوصاً في ما يخص زراعة الزيتون التي تضررت بشدة نتيجة أزمة ندرة المياه وسوء تدبير الموارد الطبيعية.
وأشار إلى أن آلاف الأسر فقدت مصدر دخلها دون أن تبادر الحكومة إلى أي تدخل جدي، باستثناء ما وصفه بـ”الشعارات الجوفاء التي تطلق من مكاتب الرباط وقبة البرلمان”.
وفي موقف يعكس قلقا متزايدا من تهميش المغرب غير النافع، تساءل بنعبد الله عن نصيب جهات مثل درعة تافيلالت والشرق وبني ملال خنيفرة من “مشاريع المونديال”، معتبرا أن “تنظيم التظاهرة لا يجب أن يُختزل في البهرجة، بل أن يتحول إلى رافعة إنصاف وتنمية للأقاليم المهمشة”.
كما لم تُفلت السياسة الاجتماعية من انتقادات زعيم حزب الكتاب، حيث وصف مبلغ الدعم الحكومي المخصص للفئات الهشة بـ”البئيس والمهين”، مستنكرا إقصاء العديد من المستفيدين بدعوى معايير غير شفافة.
وتوقف عند وعد الحكومة بخلق مليون منصب شغل، الذي اعتبره سرابا، مستشهدا بفقدان أكثر من 150 ألف منصب، جلها في المجال الفلاحي.
بنعبد الله لم يتردد في تحميل الحكومة ووزارة الفلاحة، التي ترأسها رئيس الحكومة الحالي لأزيد من عقد، مسؤولية انهيار منظومة تربية المواشي وغلاء أسعار اللحوم، داعيا إلى الكشف عن حقيقة الدعم العمومي وأين صرفت المليارات الموجهة للقطاع.
وفي موقف أثار الانتباه، ندّد برفض تشكيل لجنة برلمانية لتقصي الحقائق حول غلاء الأسعار واستيراد اللحوم، معتبرا أن ذلك “يمثل ضربا لحق المغاربة في المعرفة ومحاسبة من استفاد من المال العام دون نتائج ملموسة”.
دعوة بنعبد الله لم تكن فقط لانتقاد الحكومة، بل أيضا لتذكير المغاربة بأن مونديال 2030 يجب أن يكون فرصة للعدالة المجالية، لا احتفالا يمرّ فوق رؤوس المهمشين دون أن يترك أثرا في واقعهم اليومي.