واصلت إيران وإسرائيل، اليوم الأحد، تبادل إطلاق دفعات جديدة من الصواريخ في أعقاب هجمات إيرانية تسببت في قتلى وعشرات المصابين، وألحقت دمارا كبيرا بالمباني في إسرائيل.
وقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بارتفاع عدد القتلى نتيجة القصف الصاروخي الإيراني في بات يام وتل أبيب إلى 7، والجرحى إلى 240 جريحا، وسط تقارير عن 20 مفقودا تحت الأنقاض وتضرر 61 مبنى.
وفي المقابل، تعرّضت طهران لهجمات إسرائيلية، وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن هجوما إسرائيليا استهدف مناطق بمدينة شيراز جنوبي البلاد، في حين قال متحدث عسكري إسرائيلي إن الجيش قصف منشأة نووية في مدينة أصفهان وسط إيران.
وكان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال عبر منصة إكس، اليوم الأحد، إن إسرائيل أصدرت تحذيرا للإيرانيين المقيمين قرب المفاعلات النووية في إيران من أجل إخلاء منازلهم.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأحد، إن إسرائيل “تجاوزت خطا أحمر جديدا” بضربها مواقع نووية إيرانية، واشترط توقف الهجمات الإسرائيلية، لتتوقف ردود طهران أيضا.
جاءت تصريحات عراقجي أمام دبلوماسيين بطهران، في أول ظهور علني له منذ أن بدأت الضربات الإسرائيلية على بلاده، أول أمس الجمعة.
وقال عراقجي “إذا توقف العدوان، ستتوقف ردودنا أيضا”. ولم يصدر أي رد فعل فوري من جانب إسرائيل، التي تستمر اليوم الأحد في توجيه ضرباتها على أنحاء إيران.
وانتقد وزير الخارجية الإيراني مجلس الأمن الدولي الأحد، متهما إياه بـ”اللامبالاة” إزاء الضربات الإسرائيلية الدامية على بلاده.
وقال عراقجي إن الهجوم الإسرائيلي “يُقابل بلامبالاة في مجلس الأمن”، مضيفا أن الحكومات الغربية “أدانت إيران بدلا من إسرائيل، رغم كونها الطرف المعتدى عليه”.
وأعلن أن طهران تمتلك دليلا يثبت دعم القوات الأميركية والقواعد الأميركية في المنطقة لحملة القصف المكثف التي تشنها إسرائيل على بلاده.
ويأتي ظهور عراقجي اليوم، في وقت كان من المقرر أن يتفاوض فيه مع الولايات المتحدة في سلطنة عمان، بشأن البرنامج النووي الإيراني، إلا أن المفاوضات انهارت بسبب الهجمات الإسرائيلية.
في سياق متصل، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران لم تبعث أي رسالة إلى إسرائيل عبر دولة ثالثة.
يأتي هذا فيما يبدو ردا على تصريحات لرئيس قبرص نيكوس كريستودوليدس اليوم الأحد قال فيها إن إيران طلبت من بلاده نقل “بعض الرسائل” إلى إسرائيل، لكنه لم يذكر ممن هي أو ما محتواها.
وقال مكتب الرئيس القبرصي إن كريستودوليدس تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد، كما تحدث إلى قادة مصر والإمارات واليونان.
كما عبر كريستودوليدس عن استيائه مما وصفه بالتباطؤ من الاتحاد الأوروبي في التعامل مع الأزمة المتفاقمة في الشرق الأوسط.
وقال إن قبرص، أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إلى منطقة الشرق الأوسط، طلبت عقد اجتماع استثنائي لمجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي.
وقال كريستودوليدس للصحفيين “من غير المعقول أن يزعم الاتحاد الأوروبي دورا جيوسياسيا ويرى كل هذه التطورات ولا يعقد اجتماعا لمجلس وزراء الخارجية على أقل تقدير”.
وعرضت قبرص المساعدة في إجلاء رعايا دول أخرى من المنطقة ودعت جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي أعمال قد تؤدي لتصعيد الصراع.