في ظل التصعيد العسكري الخطير بين إسرائيل وإيران، برز المغرب بتحرك دبلوماسي لافت، قد يحمل في طياته مؤشرات على رغبة الرباط في التموقع كوسيط محتمل في هذا النزاع الإقليمي المتفاقم. فقد أجرى ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية المغربي، اتصالا هاتفيا مع نظيره البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، ناقشا خلاله تطورات الأوضاع في المنطقة، وخصوصا تداعيات التصعيد بين طهران وتل أبيب على أمن الخليج واستقرار المنطقة ككل.
الجانبان شددا على ضرورة التهدئة ووقف التصعيد، مؤكدين أن الحوار والمفاوضات، خصوصا تلك المتعلقة بالملف النووي الإيراني، تظل الخيار الأجدى للحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
وبرز في المكالمة تطابق في وجهات النظر بشأن ضرورة الدفع نحو حل دبلوماسي يجنب المنطقة مزيدا من التوتر، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان المغرب يسعى، من خلال هذا التحرك، إلى لعب دور جديد في الوساطة، رغم توتر علاقاته مع إيران منذ سنوات.
وتأتي هذه التحركات في وقت اتخذت فيه دول مجلس التعاون الخليجي موقفا موحدا عقب الضربات الإسرائيلية على مواقع داخل إيران فجر 13 يونيو، والتي استهدفت منشآت نووية ومراكز عسكرية وشخصيات قيادية.
وقد ردت إيران على ذلك بإطلاق وابل من الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، في عملية وصفتها بأنها رد مشروع تحت اسم “الوعد الصادق 3”.
الرد الإيراني أعاد إلى الواجهة مخاوف الخليج من اتساع رقعة الصراع، وهو ما دفع دول المجلس إلى التنديد بالهجوم الإسرائيلي، واعتباره خرقا خطيرا للقانون الدولي.
وفي خطوة دبلوماسية موازية، أجرى الأمين العام للمجلس، جاسم البديوي، اتصالا بوزير الخارجية الإيراني، شدد فيه على ضرورة تجنب التصعيد واعتماد لغة الحوار بدل القوة.
في هذا السياق الإقليمي المتقلب، يبرز تحرك المغرب كإشارة محتملة إلى انخراط دبلوماسي أوسع، لا سيما أن الرباط تحتفظ بعلاقات متقدمة مع عدد من الأطراف الخليجية والإسرائيلية، وإن كانت قد قطعت علاقتها الرسمية مع إيران منذ 2018.
لا علاقة بين العنوان ونص ههههه.
اش من وساطة الله يهديك.الوساطة يجب أن تكون لك علاقة ممتازة مع كلا الجانبين