تبون يقاطع القمة العربية بالعراق.. هل خشي تسميمه؟

 

كما كان متوقعا، قرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مقاطعة القمة العربية المزمع عقدها يوم غد السبت بالعراق، بينما أوفد ممثلا عنه، ليس سوى وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف، الذي وصل الخميس إلى العاصمة بغداد تمهيدا للمشاركة في أشغال الدورة العادية الـ34 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة وكذا الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية.

 

 

ويغيب تبون عن هذه القمة العربية، رغم أن جدول أعمالها تتصدره القضية الفلسطينية في ظل حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في حق المدنيين الفلسطينيين، إضافة إلى مناقشة الأوضاع السياسية الراهنة في العالم العربي وسبل تعزيز العمل العربي المشترك وتفعيل منظومة العمل العربي المتعدد الأطراف.

كما ستتناول القمة العربية، وفق جدول أعمالها أبرز التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الدول العربية، مع بحث آفاق تبني تدابير جماعية لتعزيز الأمن الغذائي، والأمن المائي، والأمن الطاقوي، وتطوير التجارة البينية في إطار منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.

وبمجرد تسلّـم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون دعوة من المبعوث الخاص للرئيس العراقي، محمد علي تميم، لحضور هذه القمة العربية، حتى أطلق نشطاء جزائريون على منصات التواصل الاجتماعي حملة تحت وسم “تبون لا تذهب إلى العراق”، أوصوا فيها رئيسهم بعدم حضورها مخافة أن يطاله نفس سيناريو سلفه الرئيس الهواري بومدين.

 

 

وبرر أصحاب الحملة مخاوفهم هاته بحالة اللا أمان التي يعرفها الشرق الأوسط في ظل التصعيد الإسرائيلي الدموي المتواصل ضد قطاع غزة، وتداعيات ذلك على باقي دول المنطقة.

 

وانبرت الصفحات الجزائرية المليونية على “فيسبوك” إلى الترويج بشكل واسع لهذا الوسم، زاعمة أن حضور الرئيس تبون في القمة خلال الظروف الحالية قد يشكل خطرا على حياته، بسبب “مواقف الجزائر الثابتة من قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”، مستحضرة تجارب تاريخية درامية، أبرزها الوفاة الغامضة للرئيس الأسبق هواري بومدين بعد زيارته التي توصف بالمشؤومة إلى العراق عام 1978.

 

 

وبحسب الرواية الجزائرية، فإن الرئيس الأسبق الهواري بومدين أصيب بمرض مجهول خلال زيارته إلى بغداد بتاريخ شتنبر 1978، حيث التقى الرئيس أحمد حسن البكر ونائبه صدام حسين، لكن بعد انتهاء الزيارة وأثناء سفره بالطائرة من بغداد إلى دمشق ساءت حالته الصحية ولم يتمكن من مواصلة مباحثاته مع الرئيس السوري حافظ الأسد، فغادر عائدا إلى الجزائر ليتلقى الرعاية الصحية غير أن حالته الصحية ازدادت سوءا أمام عجز الأطباء الفرنسيين والجزائريين عن تشخيص مرضه الغامض، إلى أن أسلم الروح إلى بارئها بعد ذلك بثلاثة أشهر، في دجنبر من نفس العام، عن عمر ناهز 46 عاما دون معرفة السبب، ما عزز فرضية تسميمه.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق