“لوبوان” الفرنسية: إسرائيل عالقة في فخ غزة

 

تحت عنوان “إسرائيل في فخّ غزة”، قالت مجلة “لوبوان” الفرنسية، إنه رغم مُضي أزيد من سنة ونصف منذ هجوم السابع أكتوبر 2023، إلا أن إسرائيل لم تحُل أيا من معضلاتها، بل على العكس، فالخطة التي أقرّها مجلس وزراء بنيامين نتنياهو في 5 ماي الجاري لإعادة السيطرة على قطاع غزة، تنذر بكوارث جديدة.

 

وأضافت المجلة الفرنسية، أن الخطة الإسرائيلية، لا تهدد فقط بتفاقم المآسي التي يعاني منها السكان المدنيون الفلسطينيون، بل تُعرض أيضا حياة الرهائن للخطر، إذ يُعتقد أن ما لا يقل عن 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة من بين 59 ما يزالون محتجزين لدى حركة “حماس”، مبينة أن هذه الخطة قد تؤدي إلى تعميق الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، وعزل إسرائيل أكثر فأكثر على الساحة الدولية.

 

واعتبرت المجلة الفرنسية أن استمرار الأعمال القتالية لا يخدم سوى طرفين: “حماس” من جهة، والجناح المتطرّف في الائتلاف الحاكم في إسرائيل من جهة أخرى.

 

وتابعت أن الحركة الإسلامية، شهدت خلال شهرين من الهدنة في بداية العام، تراجعا كبيرا في سيطرتها الميدانية، حتى في أوساط الفلسطينيين أنفسهم، مشيرة إلى أن استئناف القتال، مع الإفراج البطيء والمتقطع عن الرهائن، يساهم في تعزيز سلطتها.

 

أما اليمين المتطرّف الإسرائيلي، وفق المجلة الفرنسية، فيأمل أن تُتيح له هذه الفوضى تحقيق أحلامه في ضمّ الأراضي وطرد السكان منها.

 

وبالنسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي ما يزال يرفض تحمّل مسؤوليته عن الفشل الأمني في 7 أكتوبر 2023، فإن مهادنته لحلفائه المتشددين تُمكّنه من تجنّب انتخابات مبكرة، وتأجيل مآل محاكماته الجارية بتهم الفساد، تضيف مجلة “لوبوان”.

 

وترى المجلة أن إعادة الاحتلال العسكري لغزة ستُعيد إسرائيل إلى مستنقع إدارة منطقة يبلغ عدد سكانها أكثر من 2.1 مليون نسمة، يعاديها معظمهم، وهو تحديدا ما دفع رئيس الوزراء الأسبق، أرييل شارون، إلى الانسحاب من القطاع عام 2005 وتفكيك المستوطنات المقامة فيه.

 

وسجلت المحلة الفرنسية، أن العودة اليوم إلى الاحتلال العسكري لغزة ستكون “كارثة بكل المقاييس”، مشيرة إلى أن أكثر من 60% من الإسرائيليين، وفقًا للاستطلاعات، يعارضون إعادة احتلال غزة.

 

وتهدف خطة نتنياهو، وفق المجلة الفرنسية، إلى حصر سكان غزة في “منطقة إنسانية” في جنوب القطاع، يتم تشجيعهم على مغادرتها “طوعا”، مع استئناف تقديم المساعدات الغذائية المتوقفة منذ 2 مارس الماضي بشروط، على أن تُوزّع تحت حراسة، بينما سيواصل الجيش، الذي استدعى عشرات الآلاف من جنود الاحتياط- ويزداد عدد الرافضين منهم للالتحاق- استهداف ما تبقّى من معاقل لـ “حماس”، بحسب “لوبوان”.

 

 

ويؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن القضاء على مقاتلي الحركة الإسلامية بات قريبًا. لكن، أليس هذا ما يعد به منذ عام ونصف؟ تتساءل المجلة الأسبوعية الفرنسية، مضيفة أن نتنياهو، على عكس معظم أسلافه، أراد إقناع شعبه بإمكانية تحقيق الازدهار من دون سلام، متجاهلا أن الاحتلال والاستيطان لا يؤديان سوى إلى تأجيج الصراع وجرّ البلاد إلى مزيد من الاضطرابات.

 

 

وفيما يتفاخر بالدعم غير المشروط من دونالد ترامب، لم يتردد نتنياهو في تجاوز جميع الخطوط الحمراء. غير أن الواقع يُظهر أن الرئيس الأمريكي بدأ، هو الآخر، يأخذ مسافة منه. ففي الأسابيع الأخيرة، فتحت إدارته قنوات تواصل مباشرة مع “حماس” (التي وافقت، بالمقابل، على إطلاق سراح آخر رهينة أمريكي- إسرائيلي ما يزال على قيد الحياة)، وتتفاوض مع إيران، وأبرمت هدنة مع الحوثيين تستثني إسرائيل، كما تخلّت مؤقتًا عن مطالبة السعودية بالاعتراف بإسرائيل، وفق ما تورد “لوبوان”.

 

 

واعتبرت المجلة الفرنسية أن غياب الغطاء الدبلوماسي، وغياب رؤية لحل سياسي للقضية الفلسطينية، وعدم وجود خطة لتحرير الرهائن، كلها عوامل تدفع حكومة نتنياهو يوما بعد يوم إلى فخّ غزة، وهذا بالضبط ما كان يريده زعيم “حماس” الراحل، يحيى السنوار، مؤكدة أنه رغم أن العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر قد تمت تصفيته من قبل الجيش الإسرائيلي، العام الماضي، فإن الفخ الذي نصبه ما يزال يطبق شيئًا فشيئًا على إسرائيل، تختم مجلة “لوبوان”.

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق