توصلت واشنطن وبكين، الإثنين، إلى “هدنة تجارية” تستمر 90 يوما، يتم خلالها خفض الرسوم الجمركية المتبادلة بمقدار 115 نقطة مئوية، لتصل إلى 30 في المائة من الجانب الأمريكي و10 في المائة من الجانب الصيني، وقد اتفقتا على “وضع آلية لمواصلة المباحثات حول العلاقات الاقتصادية والتجارية”.
ويأتي هذا الإعلان بعد انطلاق محادثات في جنيف، هي الأولى بين الطرفين منذ أن شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حربه التجارية، ما ساهم في نزع فتيل حرب تجارية هزت أسواق المال وأثارت مخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي عالمي.
وسجل الدولار الذي تراجع بعد إطلاق ترامب حربه التجارية في أبريل، ارتفاعا ملحوظا مدفوعا بهذه الأنباء، كما ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية.
وبدورها ارتفعت أسهم الأسواق الأوروبية والآسيوية التي اهتزت جراء الحرب التجارية، مثيرة مخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى تفاقم التضخم والتسبب في تباطؤ اقتصادي عالمي.
وقبيل الاجتماع الذي عُقد في مقر سفير سويسرا لدى الأمم المتحدة في جنيف، أشار ترامب إلى احتمال خفض الرسوم الجمركية، ملمحا على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن فرض “رسوم بنسبة 80 في المائة على الصين يبدو قرارا صائبا”.
وجاء اجتماع جنيف بعد أيام من كشف ترامب عن اتفاق تجاري مع بريطانيا. ويؤكد الاتفاق غير الملزم المكون من خمس صفحات للمستثمرين القلقين استعداد واشنطن للتفاوض على إعفاء قطاعات معينة من الرسوم.
لكن ترامب أبقى على رسوم بنسبة 10 في المائة على معظم السلع البريطانية، وهدد بإبقائها كتعرفة حد أدنى لمعظم الدول الأخرى.
وفي هذا الإطار، قالت صحيفة الغارديان، إنه من المرجح أن يصف دونالد ترامب الهدنة المؤقتة بأنها “انتصار له”، لكن الأسواق المالية يبدو أنها قرأتها على حقيقتها: “تراجع وتنازل”.
واعتبرت أن لهجة البيان الصادر الاثنين كانت مختلفة جذريا عن خطاب ترامب في “يوم التحرير”، حين أعلن حربه التجارية، وقال خلاله بإن بلاده “تعرضت للنهب والسلب والاغتصاب والسرقة من قبل دول قريبة وبعيدة”.
وتابعت: “الرئيس تراجع. رغم احتمال تأثره بتقلبات الأسواق، إلا أن الأرجح أن التحذيرات الشديدة من كبار تجار التجزئة بشأن احتمال فراغ الرفوف، مدعومة ببيانات تُظهر تراجعا حادا في الشحنات الواردة إلى الموانئ الأمريكية، قد عززت موقف التيار المعتدل في إدارته تجاه الملف التجاري”.