من الطائرات المسيرة إلى الرؤوس النووية.. مقارنة للقدرات العسكرية بين الهند وباكستان

عُرض الصاروخ الباليستي شاهين-3 خلال عرض عسكري في اليوم الوطني لباكستان بإسلام آباد في 23 مارس/آذار 2016
Getty Images
أعلنت باكستان أنها أسقطت 25 طائرة هندية مُسيّرة فوق مدنها، خلال الغارات الجوية التي نفذتها الهند الأربعاء على مناطق باكستانية والجزء الخاضع لإدارتها من إقليم كشمير. واعتبر المتحدث العسكري الباكستاني، أحمد شريف شودري، أن الغارات الهندية "عملٌ سافرٌ آخر من أعمال العدوان العسكري الهندي"، في حين أعلنت الهند أنها استهدفت "طائرات مُسيّرة وصواريخ" نشرتها باكستان. فيما يلي مقارنة بين قدرات الدولتين العسكرية.

الطائرات المسيّرة

طائرات الدرونز
General Atomics Aeronautical Systems
وقّعت الهند اتفاقية مع وزارة الخارجية الأمريكية العام الماضي لشراء 31 طائرة مسيرة مسلحة من طراز (HALE)
 وسّعت الدولتان أساطيلهما من الطائرات المسيّرة من خلال الاستيراد وتطوير التكنولوجيا محلية الصنع، غير أن الهند تتصدر في هذا الجانب. إذ يقول محلل الشؤون الدفاعية راهول بيدي لبي بي سي، إن الهند - الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان - ستشغّل حوالي خمسة آلاف طائرة مسيرة خلال عامين إلى أربعة أعوام مقبلة. وفي عام 2024، وقّعت الهند اتفاقية مع وزارة الخارجية الأمريكية لشراء 31 طائرة مسيرة مسلحة من طراز (إم كيو سكاي غاردن) و ( HALE). لكن، وعلى الرغم من أن باكستان لديها طائرات مسيّرة أقل من الهند، إلا أن طائراتها العسكرية المسيّرة تتميز أيضاً بقدرات متنوعة مثل المراقبة والاستطلاع والضربات الدقيقة. وتكمن إحدى نقاط القوة الرئيسية للطائرات الباكستانية المسيّرة في الخبرة القتالية. فعلى سبيل المثال، استُخدمت طائرة البراق، وهي طائرة مسيرة قتالية باكستانية الصنع، في عمليات مكافحة الإرهاب منذ عام 2015، بالإضافة إلى استيراد طائرات مسيّرة متطورة من تركيا والصين.

ميزانية الدفاع وحجم الجيش

الهند تُصنّف رابع أقوى جيش وفقًا لموقع "غلوبال فاير باور" المستقل.
Getty Images
الهند تُصنّف كرابع أقوى جيش في العالم بحسب موقع "غلوبال فاير باور" المستقل
 وتتجدد المخاوف من انخراط الهند وباكستان في حرب شاملة كما حدث عام 1999. وتصنَّف الهند كرابع أقوى جيش في العالم، بأكثر من 1.4 مليون جندي نشط، وفقاً لموقع "مؤشر غلوبال فاير باور (جي إف آي)" المستقل. في المقابل، يبلغ عدد أفراد الجيش الباكستاني 654 ألف جندي نشط. وأنفقت الهند تسعة أضعاف ما أنفقته باكستان على الدفاع خلال عام 2024، بحسب تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. ومن حيث القوة البرية، تمتلك الهند أكثر من 4200 دبابة ونحو 150 ألف عربة مدرعة. وتمتلك باكستان أكثر من 2600 دبابة وأقل من 18 ألف مركبة مدرعة، وفقا لـ جي إف آي.
طائرة مقاتلة تابعة للقوات الجوية الهندية في الجو بعد إقلاعها من قاعدة جوية في 13 سبتمبر/أيلول 2020
AFP via Getty Images
القوات الجوية الهندية تتفوق على باكستان
 وتمتلك القوات الجوية الهندية 2229 طائرة، منها 513 طائرة مقاتلة و130 قاذفة، بينما تمتلك باكستان أقل من ذلك بـ 830 طائرة وفقاً لمعهد (جي إف آي). ويتكون أسطول البحرية الهندية من 293 سفينة، وهو أكثر من ضعف حجم أسطول البحرية الباكستانية.

الصواريخ والأسلحة النووية

براهموس هو أحد صواريخ كروز الهندية القادرة على حمل أسلحة نووية أيضاً
Getty Images
براهموس هو أحد صواريخ كروز الهندية القادرة على حمل أسلحة نووية أيضاً
 ويتألف برنامج باكستان الصاروخي من صواريخ باليستية تكتيكية ميدانية وصواريخ كروز، بالإضافة إلى صواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى. أما البرنامج الصاروخي الهندي فيتميّز بتنوعه، حيث تشمل صواريخ (بريثفي) التي يتراوح مداها بين 250 و600 كيلومتر؛ وصواريخ سلسلة (أغني) التي يتراوح مداها بين 1200 و8000 كيلومتر، بالإضافة إلى سلسلتي صواريخ كروز نيربهايا وبراهموس. ويشير المدى الواسع للصواريخ الهندية، إلى نوايا دلهي لردع الصين أيضاً، إذ توجد نزاعات إقليمية مستمرة بينهما. لكن هذا لا يعني أن التغلب على باكستان يعد أمراً سهلاً بالنسبة للهند، فكلا البلدين يمتلكان أسلحة نووية بقوة متماثلة تقريباً. وتمتلك الهند 172 رأسا نوويا، بينما تمتلك باكستان 170 رأسا نوويا وفقا لتقديرات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. ومع ذلك، فإن عدد الرؤوس النووية الجاهزة للاستخدام لدى البلدين غير محدد. ففي حين تُطوّر باكستان أسلحة نووية لمنافسة الهند، تُركز الهند على تطوير الأسلحة بعيدة المدى التي تُمكنها من استهداف الصين أيضا. لذا، يمكن أن تكون العواقب وخيمة، إذ إن الصين - جارة كل من الهند وباكستان - عززت ترسانتها النووية بنسبة 22 في المئة، حيث زادت رؤوسها الحربية من 410 إلى 500 رأس. ويدعو المجتمع الدولي كلا البلدين إلى ضبط النفس، باعتبار أن المخاطر كبيرة للغاية.

شاهد أيضا

التعليقات مغلقة.