روسيا تُقدم إعانات مالية للطالبات الحوامل لزيادة معدلات المواليد

"مأساة وليست بطولة"

"كارثي للأمة"
وشهد العام الماضي أقل عدد من المواليد في روسيا منذ 25 عاماً، حيث بلغ عددهم 1.2 مليون طفل فقط. ووصف دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في يوليو/ تموز الماضي معدل المواليد بأنه "منخفض للغاية وكارثي على مستقبل الأمة". وبحلول عام 2046، قد ينخفض عدد سكان البلاد إلى 139 مليون نسمة، من 146 مليوناً في بداية عام 2023، وذلك وفقاً لتوقعات وكالة الإحصاء الروسية "روستات". ولطالما ركّز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الديموغرافيا في خطاباته. ففي خطاب ألقاه في دجنبر الماضي، قال بوتين إن "تحسين الوضع الديموغرافي، ودعم معدل المواليد، ودعم الأسر الكبيرة هو هدفنا الوطني الأول".
إعانة الأمومة
وحتى الآن، لم يتلقَّ سوى عدد قليل من النساء الإعانات المالية الجديدة. وقد جمعت بي بي سي سجلات 66 طالبة حاملاً منذ يناير الماضي، حصلن على مبالغ تتراوح بين 20 ألف و150 ألف روبل (242 دولاراً و1,815 دولاراً) في مناطق مختلفة من روسيا. وصرح وزير العمل أنطون كوتياكوف في أبريل الماضي بأن هذه المدفوعات لا تهدف إلى تشجيع الولادة المبكرة، بل إلى دعم الأمهات الشابات اللائي يعشن في ظروف صعبة. وأضاف: "يجب أن يستهدف دعم الدولة جميع الأمهات المحتاجات إليه، وفي أي عمر، فلا ينبغي أن نترك الأم وحدها مع ظروفها المعيشية الصعبة". وتُضاف الإعانات المالية الجديدة إلى البرامج القائمة بالفعل، بما في ذلك "إعانة الأمومة"، وهي إعانة استُحدثت عام 2007، وكانت تُمنح في البداية للطفل الثاني، ثم وُسِّعت لاحقاً لتشمل الطفل الأول. وتتلقى العائلات الآن 690 ألف روبل (8,349 دولاراً) لمولودها الأول، و222 ألف روبل (2,686 دولاراً) لمولودها الثاني. وتُضاف الإعانة المالية الجديدة للطالبات والتلميذات إلى تلك البرامج.اتجاه أوسع
ويُعدّ انخفاض معدلات المواليد، وتأخر النساء في تكوين أسرهن، من الاتجاهات السائدة، لا سيما في الدول الأكثر ثراءً. ومع ذلك، انخفض عدد المواليد في روسيا بشكل كبير خلال فترة الاضطرابات الاقتصادية والسياسية التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي في التسعينيات من القرن الماضي، من مليوني مولود في عام 1990 إلى 1.2 مليون مولود في عام 1999. وارتفعت الأعداد مجددا بعد عام 2000 ، لكنها تراجعت منذ عام 2016، ويعود ذلك جزئيا إلى أن أعداد الجيل المولود في التسعينيات من القرن الماضي، كانت أقل، فضلا عن انخفاض عدد المواليد لكل امرأة. ويبلغ معدل الخصوبة في روسيا حوالي 1.4 طفل لكل امرأة، متجاوزاً إيطاليا التي يبلغ معدلها 1.2 طفل لكل امرأة، ولكنه أقل من فرنسا التي يبلغ معدلها 1.8 1.4 طفل لكل امرأة، وفقاً لأرقام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لعام 2022، ولكي تحافظ الدول على عدد سكانها - مع عدم أخذ الهجرة في الاعتبار - يجب أن يكون المعدل حوالي 2.1 طفل لكل امرأة. ولكن يشير بعض المراقبين الروس في الآونة الأخيرة إلى حرب أوكرانيا، وحالة عدم اليقين الاقتصادي، فضلاً عن أعداد الرجال الروس الذين تم نشرهم للقتال أو الذين غادروا البلاد لتجنب التجنيد الإجباري كأسباب لتراجع معدل المواليد.ارتفاع ثم تراجع
ويقول الخبراء إن جهود الحكومات لتغيير الاتجاهات الديموغرافية، نادراً ما تُكلّل بالنجاح على المدى الطويل. ويقول أليكسي راكشا، الخبير الديموغرافي الروسي المستقل: "لم تُفلح محاولات تحفيز معدل ولادة الأطفال البكر في أي مكان، لا في روسيا ولا في الخارج خلال العقود الأخيرة".
التعليقات مغلقة.