جنوب إفريقيا والجزائر تردان على استقبال الملك لدبلوماسيي “الساحل”

ط.غ

 

 

الرغبة القوية للمغرب في التموقع على خارطة الجغرافيا السياسية في منطقة الساحل والصحراء، والتحول نحو فاعل اقليمي مؤثر، يصطدم بتحالف جزائري جنوب افريقي يسعى إلى لعب كل أوراق الضغط التي بحوزته من أجل بسط النفوذ، وهو ما ظهر جليا، في تنظيم سفارة جنوب افريقيا بالجزائر أمس الثلاثاء، اجتماعا سمته “منتدى دبلوماسي لدعم شعب الصحراء” بحضور عدد من قيادات الجبهة الانفصالية.

 

 

جنوب افريقيا والجزائر في محاولتهما للرد على المغرب بعد استضافته وزراء خارجية كل من النيجر وبوركينافاسو ومالي، الذين دخلت معهم الجزائر في أزمة دبلوماسية خانقة، سعت بريتوريا والجزائر إلى دعوة دبلوماسيين من موزمبيق ونامبيا وكوبا وفنزويلا وكولومبيا للمشاركة في المنتدى الذي تميز برسالة دعم قوية من الرئيس سيريل رامافوزا للبوليساريو. وأكد الرئيس الجنوب أفريقي قائلاً: “نحن نقف إلى جانب شعبي فلسطين والصحراء الغربية”.

 

تنظيم المنتدى جاء بعد 24 ساعة على استقبال الملك محمد السادس لوزراء خارجية البلدان الثلاثة من دول الساحل، وناقش معهم عددا من القضايا الهامة التي تتعلق بالأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة.

 

 

 

وزراء تحالف دول الساحل جدّدوا التزامهم بالانخراط في تسريع العمل من أجل تنفيذ مبادرة الملك محمد السادس الهادفة إلى استفادة دول الساحل من المحيط الأطلسي.

 

 

يأتي هذا في خِضمّ تصاعد التوترات السياسية والعسكرية في منطقة الساحل الإفريقي؛ برزت الأزمة الأخيرة بين الجزائر وتحالف دول الساحل -المكوَّن من مالي، النيجر، وبوركينا فاسو-، كأحد أبرز ملامح إعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي الإقليمي، وقد ظهرت معالمه في حادثة إسقاط الطائرة المسيَّرة المالية على يد الجيش الجزائري التي لم تكن سوى القشَّة التي قصمت ظهر العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين، فالمشكلة أعمق بكثير؛ حيث تتجذر في تحوُّلات السلطة داخل الدول الثلاث، وسعيها لفكّ ارتباطها بالتحالفات التقليدية لصالح محاور جديدة، أبرزها روسيا.

 

 

ومعروف أن الجزائر تُواجه اختبارًا عسيرًا لفرض نفوذها التقليدي في منطقة تتغير معالمها بسرعة. وتُعدّ الخطوات التصعيدية الأخيرة، كسحب السفراء لدول الساحل من الجزائري وإغلاق المجال الجوي، إشارات واضحة على انحدار غير مسبوق في مسار العلاقات بين هذه الأطراف.

 

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق