عندما يتحكم منطق وزير الدعاية النازي غوبلز “اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس” في تعاطي الإعلام الجزائري مع المغرب، يصبح ذلك بمثابة همّ يومي تتسابق في مضماره مختلف وسائل الإعلام (مستقلة وحكومية)، حيث لا يمكن أن يمر يوم دون أن تنشر بعض الأخبار حول المغرب، والتي تكون المعلومات الواردة فيها بعيدة عن الواقع، وتهدف إلى مواصلة عملية إلهاء الشعب الجزائري بكون المغرب يعاني مشاكل جمة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.
“الشروق” في المقدمة
منذ نشأتها قبل أزيد من عقدين، جعلت جريدة الشروق التي تعتبر من الجرائد الخاصة، من معاداة المغرب عقيدة لها، حيث لا تتوانى عن بث الأخبار الزائفة كلما تعلق الأمر بالجار الغربي، حيث نشرت أزيد من 40 خبرا عن المغرب في فبراير الماضي فقط.
ومن أمثلة الأكاذيب التي تنشرها “الشروق”، ما ورد في عدد 16 فبراير الماضي تحت عنوان “سجون المغرب .. “سوق خفية” للاتجار بالأعضاء البشرية”، استندت فيه على ما سمته “شهادة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي واحد ممن خبروا دهاليز المؤسسات الأمنية والسجنية بالمغرب، زعم أن “السجون في المملكة ليست مجرد سجون بل هي مقابر للكرامة الإنسانية، حيث يعيش المساجين في ظروف لا تطاق أقرب إلى الجحيم”.
والغريب أن قارئ الخبر لن يجد فيه أي أثر لموضوع الاتجار بالبشر أو أعضائهم، ولا تفاصيل أكثر مما استند عليه كاتبه من معطيات يعرفها المغاربة أنفسهم، ووردت في آخر تقرير أصدره المرصد المغربي للسجون.
الترويج لانتصارات وهمية
وتواصل “الشروق” نشر هذه المواد بلغتها السلبية ليطلع القارئ المغربي على مستواها مع خبر ثالث بذات الجريدة بتاريخ 18 فبراير حيث نقرأ تحت عنوان “فرنسا في نجدة محميتها المغربية بعد التفاف الحب على الرقبة”، أن “زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، إلى الصحراء الغربية بعد يومين فقط من الهزيمة الدبلوماسية المدوية التي تعرض لها النظام المغربي في الاتحاد الإفريقي، بخسارة مرشحته، لطيفة أخرباش، انتخابات نيابة رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، أمام نظيرتها الجزائرية، سلمى مليكة حدادي، وهي الهزيمة التي كشفت حقيقة وزن النظام العلوي في القارة الإفريقية. ومنذ عودة النظام العلوي إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017، بعد 33 سنة من مغادرته منظمة الوحدة الإفريقية، إثر قبول هذه الأخيرة العضوية الكاملة للصحراء الغربية بهذه الهيئة القارية، وهو يروج مزاعم زائفة مفادها أنه سيطرد الجمهورية الصحراوية من الاتحاد الإفريقي، غير أن الحقيقة انكشفت السبت المنصرم بخسارة مرشحته أمام نظيرتها الجزائرية في سباق محموم امتد لسبع جولات كلها خسرتها المرشحة المغربية”.
راية الانفصال
جريدة “الشعب أون لاين” كتبت يوم 27 فبراير تحت عنوان “الجمهورية الصحراوية .. أقدام راسخة في الانتصار” أن “يوم 27 فبراير 1976 كان يوما خالدا شهد قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية كخطوة ملحة للرد على المناورات الاستعمارية المقيتة وإعلان المعركة الوجودية من أجل الحرية والاستقلال، في إطار سلسلة محطات متتالية وحاسمة أخرى، بدءاً بتأسيس جبهة البوليساريو واندلاع الكفاح المسلح، مرورا بإعلان الوحدة الوطنية وتأسيس المجلس الوطني الصحراوي، وصولاً إلى قيام الدولة وتشكيل الحكوملة”.
الإساءة للملك
وفي “النهار” نقرأ تحت عنوان “ملك المغرب يمنع المغاربة من ذبح أضاحي العيد” -وهذا يبعث على الضحك الأسود-، حيث تقول الصحيفة يوم 26 فبراير إن “ملك المغرب محمد السادس أصدر قرارا يقضي بمنع شعيرة ذبح أضحية عيد الأضحى لهذه السنة. ويأتي هذا القرار تزامنا مع تزايد مظاهر الفقر في المغرب وتدهور القدرة الشرائية للمغاربة إلى الحضيض”، مضيفة: “ويفهم من هذا القرار أنه محاولة لاستباق أي احتقان أو غضب شعبي وسط المغاربة بسبب عجز أغلبهم عن شراء الأضاحي، بسبب التدهور الكبير للأوضاع المعيشية والقدرة الشرائية للمغاربة”.
الصحف المفرنسة على نفس الخط
الهوس بالمغرب في عدد من وسائل الإعلام ليس محصورا في الجرائد الصادرة باللغة العربية فقط، ولكنه عمل يومي أيضا لتلك الصادرة بالفرنسية. حيث نقرأ في صحيفة AL24News ما نشرته يوم 17 يناير الماضي تحت عنوان “الجيش الصحراوي يستهدف قواعد الاحتلال المغربي على طول الجدار الرملي” أن “مفارز متقدمة من مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي استهدفت قواعد للاحتلال المغربي على طول الجدار الرملي مخلفة خسائر فادحة في الأرواح والمعدات حسب ما أفاد به بيان عسكري صادر عن المديرية المركزية للمحافظة السياسية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي”.
أما صحيفة “الجزائر اليوم” فكتبت تحت عنوان “الصحراء الغربية: روسيا تقدم دعما واضحا لتقرير المصير”، أن “وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أعاد تأكيد دعم بلده الواضح لتقرير مصير الصحراء الغربية، مشيرا إلى أن روسيا تظل ملتزمة بقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، التي أقرت أنه يجب حل هذه القضية على أساس مبدأ تقرير مصير الشعب الصحراوي”.
هذه العينة من الأخبار حاضرة في كل الصحف الورقية والإلكترونية وحتى على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. فمن خلال تتبع ورصد ما يتم نشره حول المغرب يوميا نتأكد من مدى انشغال هؤلاء الإعلاميين في الجارة الشرقية ببلدنا أكثر من انشغالهم بنقد وتشريح أوضاع الشعب الجزائري، اجتماعيا واقتصاديا أو التساؤل حول الأسباب الوجيهة التي تدفع العسكر الجزائري إلى توجيه مقدرات وخيرات البلاد نحو التسلح، حيث يرتقب أن يتم تخصيص حوالي 25 مليار دولار له برسم ميزانية عام 2025، كان يمكن توجيهها لحل الكثير من الأزمات وجعل الجزائر تدخل إلى خانة الدول التي توفر أسباب الرفاه لشعبها، لكن يبدو أن الانشغال بالمغرب لا يدفع ثمنه سوى الجزائريون في نهاية المطاف.
ملماذا لانعاملهم بالمثل ونشن حربا إعلامية شعواء نستبيح فيها كل ماهو مباح وغير مباح مع عؤلاء الاقزام ثقافيا وإعلاميا وبشريا. فالتهدئة غير مقبوالة مع هؤلاء المرضى الحاقدين على كل ماهو مغربي والذين اصبحوا مثار سخرية عالمية كبيرة. لنرد الصاع صاعين مع من حشرنا الله في الجوار ولعياذو بالله.