خمسة تمارين أثبتت فعاليتها في تحسين الحالة المزاجية




"تبعدني عن الحياة اليومية"
يقول جيمس (اسم مستعار لحماية هويته) إنه اضطر للتوقف عن العمل قبل عشر سنوات عندما شُخِّص باضطراب ما بعد الصدمة بعد عمله في مناطق الحرب في إفريقيا. ويعيش جيمس الآن في لندن لتربية أطفاله، ويذهب إلى صالة الألعاب الرياضية معظم أيام الأسبوع خصيصا للحفاظ على مزاج إيجابي. يقول لبي بي سي: "في غياب روتين ثابت، تقع فريسة للأفكار السلبية وتبدأ في التفكير ملياً". يقول إنه يجد تمارين الصالة الرياضية مملة، لكنه يعتبرها ضرورية لصحته البدنية والعقلية. "أحتاج إلى القيام بشيء آخر لمساعدتي، الاستماع إلى البودكاست أثناء ركوب الدراجات أو التجديف. لا أستطيع أبداً التوقف تماماً، لكنني أحاول ملء الفراغ بشيء يأخذني بعيداً عن حياتي اليومية."التمارين الرياضية أو الأدوية
ينصح البروفيسور لير بتجربة التمارين الرياضية قبل الأدوية في كثير من الحالات. ويقول: "التمارين الرياضية فعالة كمضادات الاكتئاب في تخفيف أعراض الاكتئاب." تعتقد ربيعة آغا، وهي معالجة نفسية في مدينة كراتشي الباكستانية، أن ممارسة الرياضة قد تكون أفضل بكثير في مكافحة المشاكل النفسية من تناول أدوية القلق. وتقول لبي بي سي: "يذهبون إلى الأطباء النفسيين بدلاً من اللجوء إلى علماء النفس أو المعالج النفسي. لا يفعل الطبييب سوى وصف الدواء". وتضيف: "إنهم يبحثون عن مُحسّنات مزاجية. يريدون حل المشكلة... يريدون أن يكونوا سعداء لفترة مؤقتة". وتقول آغا إن ممارسة الرياضة تُحدث نفس الشعور بالنشوة الذي تُحدثه المخدرات، لكنها تدوم لفترة أطول. وتعتقد بيكي ماركيز، وهي معالجة نفسية فنزويلية تعمل في مركز غرينتش هاوس للاستشارات النفسية في نيويورك، أن للأدوية مكان إلى جانب الرياضة. وتقول لبي بي سي: "يجب أن يكون العلاج شاملاً. بعض مرضاي الذين يعانون من الاكتئاب يجربون (ممارسة الرياضة)، وهي مفيدة لهم، ويقولون: "سأجربه (الدواء)، ثم يُحقق الدواء نتائج. وتضيف: "ثم يُخففون الجرعة تدريجياً ويستمرون على ما يرام".
خمسة تمارين لتحسين مزاجك
1. التمارين الهوائية يُخفف المشي والجري وركوب الدراجات والسباحة من أعراض الاكتئاب والقلق. حتى 15 دقيقة من الركض أو ساعة من المشي السريع تُحسّن مزاجك بشكل ملحوظ، وتُحسّن صحة القلب والأوعية الدموية والقدرة على التحمل. تُظهر الدراسات أن ممارسة التمارين الهوائية لمدة 20 إلى 30 دقيقة يُمكن أن تُحدث تأثيراً مُهدئاً يدوم لساعات. تُحوّل التمارين الرياضية تركيزك بعيداً عن الأفكار السلبية وتُخفض مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الرئيسي، الذي يرفع مستوى السكر في الدم ويُؤثر على جهاز المناعة. تُزيد التمارين الرياضية من مستويات الأدرينالين، مما يمنحك المزيد من الطاقة ويُحفز إنتاج الإندورفينات، التي تعمل كمُسكنات طبيعية للألم ومُحسّنات للمزاج.




العلم وراء ممارسة الرياضة
هل تحتاج إلى دفعة إضافية؟ ما زلت لا تشعر بالإلهام؟ ماذا عن الخبز أو العمل في الحديقة أو المشي لمسافات طويلة أو الاستماع إلى بودكاست محفز؟ في هذه المحاضرة الملهمة من TED، تؤكد عالمة الأعصاب ويندي سوزوكي على ثلاثة أسباب تجعل ممارسة الرياضة تعزز صحة الدماغ.
التأثير الأول
للتمارين الرياضية تأثير فوري على الدماغ. فجلسة واحدة من التمارين الرياضية ترفع مستويات الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين، مما يحسن مزاجك على الفور.
التأثير الثاني
النتيجة الأكثر شيوعاً في دراسات علم الأعصاب التي تبحث في آثار التمارين الرياضية طويلة المدى هي تحسن انتباهك. وجد العلماء أن منطقة الحُصين في الدماغ تزداد حجماً. قد يكون هذا أمراً جيداً لأنه يميل إلى الانكماش مع تقدمنا في العمر، حيث خلصت دراسة أجريت عام 2023 في جامعة سنترال لندن أن التدهور المعرفي يرتبط بتقلص حجم الحُصين.
التعليقات مغلقة.