“الدم المشروك” ومساءلة العلاقة الأزلية بين المال والسلطة والدم

 

 

يمزج مسلسل الدم المشروك بين البعد الاجتماعي والطرح الفلسفي، حيث يعيد مساءلة العلاقة الأزلية بين المال كرأسمال مادي يمنح النفوذ، والدم كرابطة معنوية تحفظ الشرف وتضمن استمرارية العائلة.

 

 

ويقدم العمل، حسب متتبعين، رؤية درامية جديدة في الإنتاجات المغربية، مستلهما أسلوبه البصري من الدراما السورية التي برعت في تفكيك الصراعات العائلية وسط تحولات اجتماعية مضطربة.

 

المسلسل يظهر بلغة إخراجية تميل إلى الواقعية النفسية، حيث تتعمد الكاميرا ملاحقة الشخصيات من الخلف، كأنها تراقبها عن قرب، بينما تسود الأضواء الخافتة التي تعكس هشاشة الروابط العائلية والانهيار التدريجي للبنية الأسرية.

 

ويراهن المخرج أيوب لهنود على التفاصيل النفسية، محاصرا الشخصيات في لقطات ضيقة تعكس قلقها الداخلي وصراعاتها الوجودية.

 

وتبرز شخصية الممثلة دنيا بوطازوت كأكثر العناصر تعقيدا، فهي امرأة تمتلك المال وتستعمله كسلاح لتقويض السلطة الذكورية، لكنها تظل عاجزة عن الانفلات من قيود الدم التي تحكم مصيرها.

 

وفي أول ظهور لها، تحاول تحدي “النظام الأبوي” بذبح الخروف في حفل التأبين، في مشهد يعكس رغبتها في إعادة تشكيل موازين القوى داخل العائلة. ومع ذلك، تظل رهينة لروابط النسب، في تناقض يجسد الانتقال الصعب بين عالمين.

 

المسلسل يعكس التحولات الاجتماعية في المجتمع المغربي، حيث يصبح المال أداة للهيمنة، لكنه لا يستطيع كسر سلطة الدم بشكل نهائي، ولذا فالشخصيات تتأرجح بين الولاء للماضي والسعي نحو السلطة، في صراع يعكس الأزمة العالمية بين الرأسمالية المتوحشة والهويات العائلية.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق