الحسن الثاني يطلب منحه “الأوكسجين” من طرف الأمريكيين

 

رفعت الولايات المتحدة الأمريكية، مؤخرا، السرية عن مجلدات من الوثائق والمتضمنة لسجل شامل ودقيق من الأوراق الرئاسية، سواء المحفوظة في مكتبة ريغان أو مكاتب البيت الأبيض ووزارة الخارجية والوكالات الفيدرالية الأخرى، بما فيها مجلس الأمن القومي ووكالة ‏الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع وهيئة الأركان المشتركة.‏

 

ورفعت السرية عن معظم المصادر الخاصة بالسياسة الخارجية والنشاط الدبلوماسي لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية خلال تلك الفترة، حيث يتعلق الأمر بالمجلدات التي بدأ رفع السرية عنها سنة 2017 واكتمل في 2023 علما بأن 11 وثيقة حجبت بالكامل فيما حذفت بعض الفقرات من 20 وثيقة تقريبا مقابل عمليات شطب طفيفة طالت أزيد من 40 وثيقة.

 

 

ويوثق الفصل الأخير من هذا الأرشيف، سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه قضية الصحراء المغربية، حيث حاولت إدارة ريغان مثل سابقاتها إنهاء الحرب في المنطقة.

 

 

ومن بين الوثائق التي تم رفع السرية عنها برقية من السفارة في المغرب إلى وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 17 يناير 1984. وفي ما يلي نص البرقية:

 

 

خلال اجتماع لوفد من الكونغرس مع الوزير الأول كريم العمراني يوم 12 يناير 1984، سأل عضو المجلس بيكل عن تكساس عما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة للمساعدة في حل مشكلة الصحراء. وسأل أيضا ما الذي يمكن أن يساعد المغرب أكثر من غيره، هل هو برنامج الدعم العسكري أم مبيعات الأسلحة الخارجية أم أن تقول الولايات المتحدة علنا إنها تقف إلى جانب المغرب.

 

وأجاب الملك الحسن الثاني أن مشكلة الصحراء مشكلة سياسية، لكن جيرانه جعلوها مشكلة عسكرية. وأوضح أن المغرب عندما أراد حلا ذهب إلى الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، مشيرا إلى أن معاهدة مدريد قد أقرتها الأمم المتحدة. وقال إنه بما أن الجار يصر على الحلول العسكرية، فقد كان عليه أن يتصرف بطريقة عسكرية رغم أن الحل النهائي لا يمكن أن يكون إلا سياسيا.

 

وقال الملك إنه يأمل أن تمنحه الولايات المتحدة “الأكسجين” الذي يحتاجه ليتمكن من السيطرة على الوضع عسكريا، ثم أضاف أن الأهم من ذلك هو الدعم السياسي من الولايات المتحدة. وقال إن على الولايات المتحدة أن تصرح بأن المغرب على حق لأنه يريد إجراء استفتاء حر ونزيه. “نحن هنا بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة…”.

 

كما قال إن المتمردين اختاروا حربا تخريبية لأنهم يريدون للمغرب أن يعاني من نزيف مالي، مشيرا إلى أن الجزائر بغازها الطبيعي تكسب 15 مليار دولار سنويا والمغرب لا يملك 500 مليون دولار. “الجزائر تريد أن تقودنا إلى الإفلاس”.

 

وأضاف الملك أن المغرب مزعج جدا لبعض الدول، لأن لديه صحافة حرة ونقابات عمالية ودستور يضمن الحريات، كما أنه سيجري بعد شهرين انتخابات تشريعية. وأشار الملك بسخرية إلى أن المغرب “دولة تخريبية” في الاتجاه الآخر. ثم اختتم إجابته بالقول إن المغرب في حرب غير معلنة ويجب على المغرب أن يكسبها، ولكي يفعل ذلك يجب أن يكون قويا في الميدان.

 

برقية من السفارة في المغرب إلى وزارة الخارجية الأمريكية (17 يناير 1984)

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق