رحلة العودة إلى الشمال، آلاف النازحين يشدون الرحال صوب غزة رغم الدمار

آلاف الفلسطينيين يسيرون في طريق العودة عبر شارع الرشيد باتجاه شمال غزة
Reuters
آلاف الفلسطينيين يسيرون في طريق العودة عبر شارع الرشيد باتجاه شمال غزة

بدأ آلاف الفلسطينيين العودة إلى مدنهم في شمال قطاع غزة قادمين من الجنوب، منذ صباح الإثنين، سيرا على الأقدام عبر شارع الرشيد، بحسب ما أعلن مسؤول في وزارة الداخلية في قطاع غزة، عقب إعلان الجيش الإسرائيلي بدء انسحابه من محور نتساريم.

وسمحت إسرائيل أيضا للمركبات بالتحرك من جنوب غزة إلى الشمال، لكن حركة المركبات كانت تسير ببطء شديد، وفقاً لمسؤول أمني فلسطيني مُطّلع على الإجراءات.

ورغم المعاناة في العودة سواء سيرا على الأقدام أو في المركبات، إلا أن أحد النازحين السائرين في طريق العودة، قال "على الأقل إحنا راجعين لبيوتنا، الآن بقدر أقول الحرب خلصت وأتمنى أنه الهدوء يستمر".

وسمحت إسرائيل للنازحين بالعودة إلى الشمال، تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعت عليه مع حركة حماس بوساطة مصرية أمريكية قطرية، وبعد تسليم عدد من الرهائن الإسرائيليين، جميعهم نساء، مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين.

"أطفال غزة المفقودون لا يستحقون ما جرى لهم" - الغارديان

نشوة الفرح تتلاشى في غزة مع عودة النازحين إلى منازلهم المدمرة

بالأرقام، ما حجم الدمار الذي خلفته الحرب في غزة؟

وفاة ثماني رهائن

الرهينة الإسرائيلية البريطانية إميلي داماري بعد الإفراج عنها
PA Media
الرهينة الإسرائيلية البريطانية إميلي داماري بعد الإفراج عنها

وقالت إسرائيل، يوم السبت، إنها حصلت على معلومات بوفاة ثماني رهائن إسرائيليين كان من المقرر إطلاق سراحهم استكمالا لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر، إن 25 فقط من أصل 33 رهينة كان من المقرر إطلاق سراحهم، مازالوا على قيد الحياة.

"وهذا يعني أن ثمانية من الرهائن ماتوا."

وتضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية في المرحلة الأولى، في مقابل نحو 1900 سجين فلسطيني.

وحتى الآن تم إطلاق سراح سبع رهائن وجميعهم نساء، وهن كارينا أرييف، ودانييلا جلبوع، ونعاما ليفي، وليري الباغ يوم السبت الماضي، وفي الأسبوع السابق تم إطلاق سراح رومي جونين، ودورون شتاينبريشر، وإميلي داماري.

وكان من المقرر إطلاق سراح 26 رهينة، توفي 8 منهم، كما تقول الحكومة الإسرائيلية.

ومن المقرر إطلاق سراح 18 رهينة في الأسابيع المقبلة، وأضاف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية: "تم إبلاغ العائلات بحالة أقاربهم من الرهائن."

مدينة الحطام

حجم الدمار في غزة
BBC

تسببت حرب غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى وقف إطلاق النار والتوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بأضرار واسعة النطاق في البنية التحتية في جميع أنحاء غزة.

وبلغ حجم الحطام الناتج عن حرب غزة التي استمرت 15 شهراً منذ 2023، ما يعادل 17 ضعف إجمالي حطام جميع الحروب بين إسرائيل وقطاع غزة منذ عام 2008.

وتقول بيانات صادرة عن منظمات دولية إنه في عام 2024 بلغ حجم الحطام في القطاع نحو 51 مليون طن، وقد تستغرق عملية إزالة جميع الأنقاض نحو 21 عاماً.

وتباينت مشاعر الفلسطينيين في داخل وخارج قطاع غزة، ما بين الحزن عل ما حدث لمدنهم ومنازلهم وفقدان عائلاتهم، وما بين السعادة بالعودة مرة أخرى.

فقد دُمر منزل عائلة يحيى حسين في مدينة الزهراء شمالي قطاع غزة في قصف إسرائيلي في أكتوبر/تشرين الثاني 2023.

نزحت العائلة في داخل غزة لعدة أشهر حتى تمكنت في النهاية من الدخول إلى مصر، بحثا عن الأمان، في العام الماضي.

يقول يحي إن "الحزن يتملكني" اليوم، بينما يرى الفلسطينيين الذين ما زالوا في غزة يعودون إلى منازلهم في الشمال.

يضيف يحيـى الذي كان يعمل مصمم أزياء: "تركت غزة وبيتي وعملي، كل شيء ذهب. والشيء الأكثر أهمية هو أن الأشخاص الذين أحببتهم حقا قد رحلوا، لذلك حتى لو عدت (إلى غزة)، فلن أراهم".

حمل يحيى معه وقت فراره من الحي الي كان يسكن فيه، حقيبتين فقط تحتويان على جهاز آى باد ووثائق وسترة بغطاء للرأس (هودي) وزجاجة مياه وجواز سفره وشوكولاتة ومجموعة إسعافات أولية.

ويؤكد يحيى أنه يأمل معرفة أخبار مدينته وماذا حدث فيها من جيرانه الذين يعودون إليها اليوم.

"سأعود مرفوع الرأس"

أحد النازحين العائد إلى شمال قطاع غزة
BBC

في طريق العودة التقت بي بي سي بعض أولئك الذين يقومون بالرحلة على طول طريق الرشيد الساحلي.

وعن شعوره بالعودة مرة أخرى إلى شمال غزة، قال أحد العائدين لبي بي سي: "الشعور لا يوصف. أنا أعود مرفوع الرأس"

وأضاف: "لقد تحملنا الإذلال، وتحملنا المعاناة، وتحملنا القصف وكل الدمار. ولكن في النهاية، سوف نعوض ما فقدناه".

ويقول عائد آخر من النازحين: "المشهد مبارك للغاية. وسعادتنا هائلة".

ويعترف العائدون بأن الرحلة التي تنتظرهم "صعبة للغاية"، لكنهم يضيفون: "نحن سعداء للغاية لأننا سنلتقي بعائلاتنا وأحبائنا، وأننا سنعود إلى بلدنا وأرضنا وبيوتنا".


شاهد أيضا

التعليقات مغلقة.