فلاحون يتخوفون من “الجريحة” وغياب التساقطات المطرية يهدد الزراعات البورية

 

خلفت موجات البرد القارس والصقيع التي اجتاحت العديد من المناطق الحضرية والقروية بالمملكة المغربية في الأيام الأخيرة حالة من الخوف لدى الفلاحين، وخاصة أن الشهور الأولى من السنة المقبلة التي أصبحت على الأبواب، تنتظر تنفيذ ثلاث عمليات مهمة أبرزها التحسيس بأهمية التسميد، وإزالة الأعشاب الضارة، ومكافحة الأمراض الفطرية.

 

ويتخوف الفلاحون في العديد من الدوائر الزراعية استمرار موجة البرد أو الصقيع/الجريحة دون تساقطات مطرية غزيرة، وهو ما قد يؤثر بشكل سلبي على عملية الإنبات وأيضا على الزراعات البورية، في الوقت الذي تنتظر فيه المملكة المغربية خلال الأيام القليلة القادمة استقبال موجة أخرى أكثر قساوة والتي تسمى باللهجة العامية “الليالي”.

 

وفي نفس السياق، أكد خبراء في مجال الفلاحة أن “الأزمة المائية التي يشهدها المغرب بسبب استمرار شح التساقطات المطرية قد تؤثر بدورها حتى على التوقعات الاقتصادية خلال هذه السنة، نظرا لأن الحكومة مازالت تعتمد على المنهجية التقليدية في تحديد نسب النمو”.

 

وقال ميلود لخضر، الخبير الفلاحي، إن “التغيرات المناخية أصبحت تؤثر على المسار الفلاحي داخل المملكة المغربية خاصة في السنوات الأخيرة، وأن شح الأمطار الذي يعاني منه المغرب له تداعيات قوية على الأمن الغذائي بالبلاد، بالإضافة إلى تأثيره على حقينة السدود والفرشات المائية”.

 

وأضاف لخضر، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه “هناك اكراهات كبيرة أصبحت ترخي بظلالها على القطاع الفلاحي، خاصة في ظل غياب التساقطات المطرية وتزايد موجات البرد القارس، بالإضافة إلى عدم انتظام دورات الأمطار في جميع المناطق القروية، وهذا ما شهدناه في الآونة الأخيرة عندما تهاطلت الأمطار فقط في الجنوب الشرقي للبلاد”.

 

وتابع المتحدث عينه أنه “هناك حلول علمية سواء في البحث الزراعي أو الاستراتيجيات التي تم الموافقة عليها في الجيل الأخضر تشتغل على تقويم معرفة الفلاح المغربي من أجل التكيف مع هذا الوضع المناخي المضطرب”.

 

وأشار الخبير الفلاحي إلى أن “الأزمة الحالية تنقسم إلى قسمين، القسم الكوني هو من المستحيل التحكم فيه، والقسم السلوكي الصادر عن المواطن المغربي وأيضا عن الجهات المسؤولة عن هذا القطاع، لأنه حتى عدم ترشيد استهلاك المياه بالشكل العقلاني يؤدي إلى تفاقم الأزمة”.

 

وأكد أيضا أن “موجة البرد القارس في العديد من المدن الزراعية مع غياب التساقطات المطرية ستؤثر على المحاصيل الزراعية، لكن بفضل الاستراتيجيات الموضوعة في هذا المجال ستخفف من حدة الضرر، إضافة إلى الدعم الذي تقدمه وزارة الفلاحة والصيد البحري”.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق