عصيد لـ”الأيام”: العلمانية موجودة في القرآن وربط الدين بالدولة يُعيد المجتمع إلى الوراء

 

اعتبر الباحث في الثقافة الأمازيغية والناشط الحقوقي أحمد عصيد، أن النقاش الدائر حول العلمانية في المغرب هو نقاش صحي ومهم جدا في السياق المغربي الراهن.

 

وقال عصيد، في حوار مع أسبوعية “الأيام” في عددها الأخير، إن الدليل على التلاقي بين الدين والعلمانية هو القرآن نفسه الذي يدعو إلى حرية المعتقد والضمير التي هي جوهر العلمانية وعمودها الفقري.

 

 

ويرى عصيد، أن “العلمانية موجودة في القرآن من خلال حرية الإيمان أو عدمه”، مشيرا إلى أن العلمانية ليست ضد الدين، بل تضمن ممارسته في ظروف سلمية، كما أن “العلمانية لا تسعى إلى إلغاء الدين من المجتمع بل تضمن ممارسته في ظروف سلمية”.

 

 

وتحدث عصيد عن أهمية توعية المواطنين بالمعنى الحقيقي للعلمانية، مبينا أن “العلمانية لا تسمح لهم باستعمال الدين في الحياة السياسية”. وأردف: “ولهذا أعتبر النقاش الحالي يسير في اتجاه توعية المواطنين بالمعنى الحقيقي للعلمانية باعتبارها حياد المؤسسات تجاه العقيدة وعدم التمييز بين المواطنين باستعمال الدين، وحماية جميع الأديان المتعايشة في سلام في نفس البلد، مع إقرار حرية المعتقد والضمير للجميع”.

 

 

وفيما يخص التعايش بين مكونات المجتمع المغربي، سجل عصيد، أن “هذا النقاش يسمح أولا بالفهم والمعرفة، لأنه لا تفاهم مبني على الجهل وإنكار الحقائق”، مضيفا أن “المغاربة يعيشون في القرن الحادي والعشرين وفي ظل الدولة الوطنية الحديثة وما زال هناك من يحاولون ويوهمهم بأنهم جماعة دينية تقليدية تحتكم إلى نظام شرعي ديني وهذا غير صحيح على الإطلاق”.

 

 

وأضاف عصيد، أن العلمانية تسهم في بناء مجتمع عصري متوازن ومتسامح، مشيرا إلى أن “المجتمع يطبعه الاختلاف حتى في الدين الإسلامي نفسه حيث هناك الإسلام الشعبي والإسلام الصوفي وإسلام الزوايا والإسلام الإخواني والإسلام السلفي وغير ذلك كما أن هناك اليهود والمسيحيين المغاربة والبهائيين اللادينيين والربوبيين”.

 

وفي تعليقه على موقفه السابق بشأن العلمانية في المغرب، قال عصيد: “هذا الموقف يزداد أهمية مع مرور الوقت، لأنه ثبت الآن بالأدلة الواقعية بأن ربط الدين بالدولة لا يسمح أبدا بهذا التطور، بل على العكس يعيد المجتمع إلى الوراء ويجهض القوانين الديمقراطية ويؤدي إلى احتقار النساء وحرمانهن من المشاركة في التنمية”.

 

 

وخلص عصيد، إلى أن المغرب يجب أن يسير نحو المستقبل، بعيدا عن العودة إلى الوراء، قائلا: “المغرب اختار طريقة التطور والاجتهاد والاتجاه نحو المستقبل والانفتاح على العالم، وأنه لا يمكن له العودة إلى الوراء لأن التاريخ لا يعيد نفسه”.

 

 

 

بسمة مزوز – صحافية متدربة

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق