آسية صنهاجي تكتب: كيف يمكن للأجيال الجديدة إدارة الأزمات الاقتصادية؟

 

 

في ظل الأزمات الاقتصادية الخانقة والمتلاحقة التي تؤثر على المستوى المعيشي لشرائح كبيرة من المجتمعات حول العالم، تجد الأجيال الجديدة نفسها أمام تحديات مالية حقيقية ولا سيما في الدول النامية، تتطلب مهارات وأدوات فاعلة لإدارة تلك التحديات.

 

 

يفتح هذا الأمر باب البحث عن خطوات استباقية يمكن لهذه الأجيال اتخاذها للتخفيف من تلك الأزمات وتمكينهم من التغلب على عديد من الصعوبات التي تواجههم في إدارة أموالهم وتحقيق أهدافهم المالية في عصرنا الحالي، إذ من المهم التفكير في كيفية تذليلها مبكرًا.

 

في هذا السياق، ثمة مجموعة من النصائح لمساعدة الأجيال الجديدة على التغلب على هذه التحديات المالية:

 

    • التعليم المالي لإعداد ميزانية شخصية وإدارة الديون.. يمكن أن تساعد القراءة والدورات التعليمية عبر الإنترنت في تحسين فهمك للأمور المالية.

 

    • التخطيط للمستقبل، من خلال تحديد أهدافك المالية.. ذلك يمكن أن يتضمن وضع خطة للتقاعد أو توفير للزواج أو شراء منزل.

 

    • الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة. ويمكن البدء بالاستثمار في الأسهم أو الصناديق المشتركة أو حسابات التوفير طويلة الأجل.

 

  • إدارة الديون بحذر وتجنب الديون الزائدة، وإنشاء صندوق للتعامل مع المصروفات غير المتوقعة، مع ضرورة الحفاظ على التوازن بين التوفير والاستمتاع بالحياة.

 

  • التخطيط للتعليم المستقبلي بعناية واكتشاف خيارات التمويل المتاحة، والتأمين الصحي والتأمين على الحياة.

 

  • التفكير في مشروعات ريادة الأعمال، والعمل على تطوير مهاراتك المختلفة، واكتساب مهارات جديدة.

 

 

تحديات أساسية

في هذا الصدد، فإنه لدى الشاب والأجيال الجديدة ثلاثة تحديات رئيسية، وهي:

    • التضخم.

 

  • نقص الموارد .

 

  • التوسع الكبير في الذكاء الاصطناعي، الذي سيقضي على العديد من الوظائف.

 

ففيما يتعلق بالتضخم فإن حله لدى الأفراد يستوجب أن يكون الشخص منتجًا ويستطيع الاستفادة من الفائض عن حاجته، ومع انتشار هذا الحل بين أفراد المجتمع سيكون مجتمعًا منتجًا ومصدرًا، وبالتبعية سيزيد من قيمة العملة.

 

وللتغلب على مشكلة نقص الموارد، يجب ترشيد استهلاك الفرد للمياه والكهرباء وكل مورد يستخدمه؛ سواء في عملية الإنتاج وفي حياته العادية.

 

على الفرد تطوير قدراته لتتواكب مع التكنولوجيا الجديدة؛ مثلا بدراسة علوم جديدة والحصول على دورات تدريبية ليستطيع من خلالها مواكبة سوق العمل وتجنب البطالة.

 

كما ينبغي للفرد دراسة سوق العمل جيداً لمعرفة ما هي متطلباته حتى يستطيع استثمار أمواله في متطلبات السوق، ولمعرفة مدى توفر الموارد والإمكانيات المتاحة للإنتاج.

 

وينبغي التنبيه إلى أنه يجب على الأجيال الجديدة إجراء موازنة جيدة بين نفقاتهم ودخلهم، ولا ينبغي للفرد الاقتراض لشراء سلع استهلاكية، على أن يكون القرض فقط لتطوير العمل أو شراء ماكينة معينة تزيد من الإنتاج فتسطيع أن تسد القرض، وأيضا توفّر للشاب هامش ربح.

 

وفي حال كان الشاب لديه وظيفة يعتمد على راتبها فقط ويقوم بادخار جزء من راتبه لأي طارئ فهذا يعد “ادخار سلبي”، فالادخار الإيجابي أن يدخر الفرد في الاستثمار مثلا عن طريق المساهمة في شركة (عبر الاستثمار في البورصة) فتدر له ربح يستطيع الادخار منه أو أي شكل من أشكال الاستثمار، وإذا كان الشاب صاحب عمل فيجب أن يدخر لتطوير عمله وتوسعة إنتاجه.

 

تطوير المهارات:

 

ولمواجهة التحديات المالية للأجيال الجديدة مثل الوفاء بالالتزامات المالية، والتعامل مع الطوارئ، في ظل معوقات خارجية تتعلق بالوضع الاقتصادي العام أو شخصية مثل الدخل، والحالة الاجتماعية، والمستوى التعليمي، يحتاجون إلى تطوير مهاراتهم واتباع عادات مالية سليمة، مثل التوعية المالية، وإعداد الميزانية، والادخار، والاستثمار، والتخطيط للمستقبل.

 

وينبغي الإشارة إلى أن التغلب على التحديات المالية التي يمكن أن تواجه الأجيال الجديدة، يتطلب منهم أن يعرفوا أن الدراسة النظرية تختلف عن الواقع العملي للسوق، ومن ثم لابد لكل شاب من تنمية مهاراته العملية من حيث سوق العمل، وخاصة أن الجامعات تخرج مئات الآلاف كل عام من جميع الكليات وهو ما يحدث عدم توازن في توفر فرص العمل بشكل كامل؛ مما يخلق نوعًا من الأزمات الكبيرة في زيادة دخول الشباب.

 

 

وفي الختام ينبغي أيضا الاهتمام بالتعليم الفني وزيادة الحرف والصنعة التي افتقدناها بشكل كبير جدا، مما أدى إلى تقلص الكفاءات والعمالة الماهرة التي تقوم عليها الصناعات.

 

 

الأستاذة آسية صنهاجي كوتش ومدربة في التنمية الذاتية وخبيرة في التدبير المالي

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق