تعيش بعض المدن المغربية التي ينتظر أن تحتضن مباريات مونديال 2030 على وقع الاختلالات والتجاوزات في تصاميم التهيئة العمرانية، وهو ما دفع مجموعة من النخب المحلية إلى دق ناقوس الخطر بخصوص تأثير هذه الخرائط على مسار التنمية، وتهديدها لنجاح المشاريع المخصصة للتظاهرة العالمية المقبلة.
وفي هذا الصدد، قال فاروق المهداوي، مستشار بمجلس مدينة الرباط عن حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن “كل مقاطعة لها رؤية إستراتيجية حول تصميم التهيئة الذي سيناسب الشكل العمراني للمنطقة خلال 10 سنوات المقبلة”، مبينا أن “التحويل الحضاري للمدينة يتطلب مجموعة من الإجراءات القانونية والتقنية، خاصة أن هذه التصاميم أغلبها تأتي بتوسيع الطرق الرئيسية وتقديم مشاريع تنموية تتطلب مساحات شاسعة من شأنها أن تحرك مسطرة نزع الملكية من أجل المنفعة العامة”.
وأضاف المهداوي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “تصاميم تهيئة الرباط تشمل توسيع بعض الطرقات وتحويل أغلبها من شوارع غير رئيسية إلى شوارع رئيسية”، مشددا على أن “أغلب المناطق إذا طبقت عليها المعايير الموجودة في التصاميم ستصبح مجهولة الهوية وسيتغير أيضا حتى لون طبقتها الاجتماعية مثال لدائرة يعقوب المنصور”.
وتابع المتحدث عينه أن “ساكنة المنطقة ستصبح مضطرة إلى بيع عقاراتها بأثمنة بخسة وهذا يخدم فقط لوبيات العقار، إضافة إلى وجود فيلات تابعة لأشخاص نافذين في حي الرياض منحوا لهم حق الزيادة في علو منازلهم إلى 4 طوابق”.
واعتبر المستشار الجماعي أنه “عندما تكون منطقة خاصة بـ”الفيلات” تستفيد فقط من طبق واحد وليس أربعة، وهذا ما يطرح تساؤلات كثيرة حول أسباب توجه الجهة المسؤولة عن هذه التصاميم إلى منح أربع طوابق لقاطني حي الرياض”.
وأشاررإلى أن “مجموعة من المواطنين يقطنون في مساكن دون ملكية، إضافة إلى وجود أماكن غير متفق عليها في تصميم التهيئة دخلت حيز التنفيذ مثال لمنطقة المحيط”، مضيفا أنه “هناك مجموعة من الخروقات تشوب تصميم تهيئة العاصمة الإدارية، وهذا يهدد بشكل صريح وواضح مسار تنمية المدينة”.
هذا، وأكدت مصادر لـ”الأيام 24″ أن مدينة طنجة أصبحت تعيش أيضا على وقع استفحال السكن العشوائي في العديد من المناطق، وذلك بسبب غياب تصاميم التهيئة التي تعد أبرز وثيقة لتقنين الظاهرة، وسط مطالب بتدخل السلطات المعنية للكشف عن ظروف غياب هاته الوثائق التعميرية والانتشار السريع للمنازل غير المهيكلة داخل مجموعة من الجماعات.
وحسب مستشار بجماعة طنجة فضل عدم الكشف عن اسمه، فإن “ظاهرة البناء غير المنظم بمدينة طنجة تعد من الظواهر القديمة غير أنه مع مرور الوقت تفاقمت”، مشيرا إلى أن “من بين أسباب انتشار البناء العشوائي هو توغل المجزئين السريين إضافة إلى تواطؤ بعض المتداخلين، لأن بناء هاته المنازل يتم في واضحة النهار”.
وأضاف المصدر ذاته، أن “هناك تأخر في صدور وثائق التعمير خصوصاً المخططات المتعلقة بالأحياء غير المهيكلة، الأمر الذي يدفع المواطنين المغاربة إلى تشييد بنيات تفتقد المعايير التقنية والقانونية”، مؤكدا على أن “تصاميم إعادة الهيكلة تكون بتوافق مع السلطات المحلية والمنتخبين”.