يوم قال الحسن الثاني عن حكومة اليوسفي: اخترنا الفضيلة على الكفاءة

 

نشر السفير الأمريكي الأسبق في المغرب، إدوارد غابرييل، مقالا في يونيو 2020 يرثي فيه رئيس الوزراء المغربي الأسبق عبد الرحمان اليوسفي، مشيدا بدوره في تعزيز الديمقراطية في المغرب وقيادة حكومة التناوب، ومعبّرا عن تقديره الكبير له كـ”وطني مغربي كبير وصديق مقرب للولايات المتحدة”.

 

المقال الذي ترجمته أسبوعية “الأيام” ونشرته في عددها الأخير، جاء تحت عنوان “رحيل وطني مغربي كبير وصديق مقرب للولايات المتحدة الأمريكية” على الموقع الإلكتروني لمجلس السفراء الأمريكيين.

 

 

بداية حقبة جديدة مع حكومة التناوب

 

وصل غابرييل إلى المغرب كسفير للولايات المتحدة في يناير 1998، قبل شهر واحد من تولي حكومة التناوب بقيادة عبد الرحمان اليوسفي مهامها.

 

وقد كانت هذه الحكومة أول حكومة تصل إلى السلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة، حيث كُلّف حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي فاز بأكبر عدد من الأصوات، بتشكيل الحكومة.

 

في أسابيعها الأولى، عُقد اجتماع خاص في الدار البيضاء بين السفير غابرييل وأحمد لحليمي، مستشار عبد الرحمان اليوسفي وصديقه المقرب.

 

استهدف الاجتماع طمأنة الولايات المتحدة بشأن توجهات الحكومة الجديدة، مؤكدا أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، رغم وصفه بـ”الاشتراكي”، يملك رؤية متوافقة مع المصالح الأمريكية ويهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي.

 

 

“الفضيلة على الكفاءة”.. رؤية الحسن الثاني للديمقراطية

 

خلال السنة الأولى من ولاية حكومة اليوسفي، قال الملك الحسن الثاني للسفير غابرييل في لقاء صريح: “في هذا الوقت من تاريخنا، من المهم اختيار الفضيلة على الكفاءة”.

 

كان يشير بذلك إلى أن اختيار حكومة منبثقة عن انتخابات ديمقراطية، رغم أنها قد تكون أقل كفاءة من حكومة تكنوقراط، هو خطوة ضرورية لترسيخ الديمقراطية والإصلاح السياسي.

 

 

جهود مشتركة وإطلاق شراكات استراتيجية

 

على مدى الأشهر التالية، أقامت البعثة الأمريكية في المغرب تعاونا مكثفا مع وزراء حكومة اليوسفي، معظمهم كانوا قد درسوا في الولايات المتحدة.

 

 

وتم تصميم استراتيجية شاملة لتعزيز التعاون بين البلدين، وُضعت تحت شعار “بناء مغرب مزدهر وديمقراطي ومستقر”.

 

 

وأثمرت هذه الجهود عن شراكات تنموية، حيث قدمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تمويلا لدعم الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع من خلال مبادرات اجتماعية واقتصادية وتعليمية.

 

 

انتقال الحكم ورؤية محمد السادس

 

بعد وفاة الملك الحسن الثاني في يوليو 1999، واصل الملك محمد السادس مسار الإصلاحات، مُسرّعا تنفيذ رؤية جديدة للتنمية البشرية وتعزيز الديمقراطية.

 

 

وأشاد غابرييل بموقف الملك الجديد من توطيد العلاقات المغربية-الأمريكية، مشيرا إلى أن هذه الفترة شهدت إعلان المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي ركزت على تحسين أوضاع الفئات الهشة.

 

في أول لقاء رسمي للملك محمد السادس مع وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت في شتنبر 1999، أكد دعمه لمبادرة السيادة والحكم الذاتي في قضية الصحراء، التي تُعتبر جزءاً من الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.

 

 

قصة الطربوش و”اللمسة الإنسانية”

روى غابرييل قصة طريفة حدثت مع عبد الرحمان اليوسفي عندما كان شابا خلال الحرب العالمية الثانية. أثناء ركوبه دراجته، نزع جندي أمريكي طربوشه، ما اضطره إلى التخلي عن الجلابة واعتماد زي غربي.

 

لاحقا، أهداه وزير الدفاع الأمريكي بيل كوهين قبعة رسمية ظلت رفيقته حتى وفاته.

 

 

إرث التعاون الدفاعي والاقتصادي

 

خلال حكومة اليوسفي، تم إطلاق المجلس الاستشاري للدفاع لتعزيز الحوار الأمني الإقليمي، وهو مبادرة لا تزال قائمة حتى اليوم.

 

 

كما زار وزير الدفاع الأمريكي المغرب مرتين، مما أدى إلى توطيد العلاقة العسكرية بين البلدين ومنح المغرب صفة “حليف رئيسي من خارج الناتو” عام 2004.

 

 

على الصعيد الاقتصادي، شهدت هذه الحقبة زيادة ثلاثية في حجم التجارة بين المغرب والولايات المتحدة، إلى جانب إعفاء المغرب من بعض ديونه الدولية، كمؤشر على دعم واشنطن لجهود الحكومة المغربية.

 

 

إشادة كلينتون بزعيم العدالة والديمقراطية

 

زار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون المغرب في يوليو 1999 لحضور جنازة الحسن الثاني، واغتنم الفرصة للقاء عبد الرحمان اليوسفي.

 

 

وخلال اجتماع استمر ساعة، أشاد كلينتون بشجاعة اليوسفي وإخلاصه لقضايا الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، مؤكدا أنه يمثل أملا ليس فقط للمغرب، بل للعالم العربي بأسره.

 

إلى ذلك، أكد السفير غابرييل أن مرحلة حكومة اليوسفي والانتقال من عهد الحسن الثاني إلى الملك محمد السادس مثلت سنوات ذهبية في العلاقات المغربية-الأمريكية.

 

 

 

لمعلومات أكثر وللإطلاع على الحوار الذي أجرته الأيام مع السفير الأمريكي الأسبق في المغرب، إدوارد غابرييل، كاملا، يمكنكم زيارة https://www.alayam-kiosque.com/ والاشتراك بخدمة الأيام كيوسك واختيار أي عدد للاشتراك السنوي أو الاشتراك بالعدد.

 

 

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق