موجة الحر في عدد من المدن المغربية.. تحذيرات من معضلة جفاف التربة

 

 

لم يبتهج المغاربة كثيرا بالتساقطات المطرية التي شهدتها المملكة المغربية في الأسابيع الأخيرة، حتى ظهرت موجة الحر من جديد في العديد من ربوع الوطن، وهو الأمر الذي دفع خبراء ومهنيين لوضع سيناريوهات كثيرة حول تأثير هاته الموجة الحرارية على الموسم الفلاحي، في الوقت الذي ينتظر فيه الفلاحون “غيث السماء” لضمان الموارد المائية الكافية، والحفاظ على نضج الزراعات البورية.

 

 

ويتوجس المهتمون بالقطاع الفلاحي من التداعيات المعقدة لهذه الموجة الحرارية، حيث بدا من خلال بعض القراءات والتفسيرات أن جميع المخاوف أصبحت تتجه نحو “جفاف التربة”، وهو ما قد يشكل أزمة لهذا القطاع الحيوي، الذي باتت تتراجع مردوديته بتزايد سنوات “القحط” المائي.

 

وحذر خبراء في قطاع الفلاحة أيضا من موجة الحرارة التي قد تؤثر على الزراعات الخريفية، في ظل استمرار التوقعات التي تشير إلى إمكانية إرتفاع عدد الأيام الساخنة، على الرغم من اقتراب دخول فصل الشتاء الذي يفصلنا عنه بضعة أيام فقط، نتيجة الاضطرابات المناخية الصعبة.

 

وفي هذا الصدد، قال رياض وحتيتا، الخبير الفلاحي، إن “التساقطات المطرية التي تهاطلت في بداية الموسم الفلاحي الحالي، في منطقة الجنوب الشرقي وشرق المملكة المغربية، قد يكون لها تأثير على الفرشة المائية وأيضا على التربة”.

 

وأضاف وحتيتا، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه”خلال ست سنوات الأخيرة مر المغرب من 3 مراحل للجفاف، الأولى كانت متعلقة بالجفاف المائي والثانية هي مرحلة الجفاف الهيدرولوجي المرتبط بضعف الفرشة المائية، أما الثالثة والتي دخلت فيها المملكة هي جفاف التربة، التي تعد المرحلة المعقدة والصعبة”.

 

وتابع المتحدث عينه أنه “إذا استمرت هذه الظروف المناخية الصعبة سنعاني من معضلة جفاف التربة، وهذه المرحلة هي الأخطر بالنسبة للقطاع الفلاحي، لأن جفاف التربة يعني فقدان خصائصها والتي يصعب إعادتها بعد مرور مئات السنين”.

 

وأشار الخبير الفلاحي إلى أن “موجة الحر تؤثر على الزراعات الخريفية علما أننا نحن في مرحلة الاستنبات، ومن المنتظر أن يكون هناك تأخير في هذه العملية نظرا لجفاف التربة”، مردفا أن “الأصعب من ذلك إذا دخلنا في موجة البرد مباشرة بعد هذه الموجة الحرارية الساخنة، وهو ما يؤثر على نضج بعض الخضر منها الطماطم والبطاطس والبصل”.

 

وأكد وحتيتا أنه “في ست سنوات الأخيرة تغيرت بوصلة قطاع الفلاحة وانتقلت من منطقة عبدة-دكالة إلى منطقة الغرب، لأن موجة التساقطات المطرية تنتهي بهذه المنطقة، وعلى المغرب الإعتماد على التقنيات البديلة كالزرع المباشر التي تحافظ على خصائص التربة وأيضا على تكلفة الإنتاج إضافة إلى محافظتها على نسبة الكربون الموجود بالتربة”.

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق