باروكي يقرأ لـ”الأيام24″ قواعد الدبلوماسية المتزنة للرباط ومساعي النظام الجزائري بغاية الاستفزاز

 

قال عبد العالي باروكي، خبير في العلاقات الدولية، في حديث لـ”الأيام24″، إن السياسة الخارجية للمغرب، يرسم معالمها ويوجهها الملك محمد السادس، ولذلك يمكن أن نصفها بالمتزنة، لأن نظام المملكة المغربية يمنحها الاستقرار الكافي لتحقيق شرط الاستمرارية، والتي بدورها تعتبر شرطا لتنزيل الاستراتيجية الخارجية للبلد.

 

وأضاف باروكي أن ما يميز السياسة الخارجية المغربية هو أنها تعتمد الوضوح في الخطاب، والطموح لتحقيق الأهداف، التي يمكن ربطها بمجالات الشراكة والالتزامات الدولية، وكل هذه الغايات تتقاطع مع الهدف الأسمى الذي يخص الوحدة الترابية للمغرب، وبقضية الصحراء المغربية بالتحديد، تنزيلا للرؤية الملكية المتمثلة في كون المغرب ينظر إلى جميع شركائه من خلال نظارة القضية الوطنية.

 

وارتباطا بالموضوع، أبرز الخبير في العلاقات الدولية أن الديبلوماسية المتزنة للمغرب لا تقوم على أساس ردود الفعل في سياستها الخارجية، بل إنها تعتمد على استراتيجية محددة المعالم، ونظرة استباقية للأمور، وفي مقابل ذلك، يلاحظ أن السياسة الجزائرية تعتمد بالأساس على ردود الفعل، وعلى خلق بؤر ومواضيع بغرض الاستفزاز، دون أن تكون لها نظرة استشرافية لما ستؤول إليه مواقفها.

 

وأشار باروكي إلى أن النظام الجزائري يعتمد على جبهة البوليساريو في مختلف تحركاته الاستفزازية، في كافة المنتديات والملتقيات الدولية، ويتخذ المملكة المغربية محورا رئيسيا لأطروحاته المكررة، في محاولة لكسب النقاط مع الفرقاء الدوليين، أو في علاقاته مع الدول على حساب المغرب.

 

وفي مقابل ذلك، ذكر باروكي بالعلاقات والشراكات المتميزة التي تربط المغرب بمختلف دول العالم، وأنه لا يراهن على طرف دون آخر، بل إنه يبني سياسته على أساس السيادة أولا، وبالتالي فإنه لا يخضع لأي جهة كيفما كانت، ثم إنه ملتزم بجل المواثيق والمنتديات الدولية.

 

وفي السياق ذاته، أكد المتحدث نفسه أن عنصر انتماء المغرب الإفريقي، والعربي، والإسلامي، والمتوسطي، يحتم عليه التفاعل مع جميع القضايا المرتبطة بهذه الفضاءات، والعمل على الانخراط فيها عمليا، وهو ما جعل المغرب يعود إلى الاتحاد الإفريقي، ويعمل على التعاون مع الدول الإفريقية بمنطق رابح رابح، حتى يستفيد الجميع.

 

 

وأضاف أن المغرب من خلال ديناميته المعهودة، أطلق مبادرات لا مثيل لها، كمبادرة الأطلسي التي ستستفيد منها العديد من الدول، وبهكذا مبادرة، تعطي المملكة إشارات إلى أن طموحها لا يرتكز على الاستعلاء بقدر ما يتأسس على معيار التعاون، بل إنها تشتغل على عدة واجهات بهدف تحقيق التنمية الداخلية للمغرب، ومن أجل استقراره، وليس بالضرورة من أجل جهة معينة.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق