في سياق ردودها على المغرب.. لماذا تلجأ الجزائر إلى خيار الحروب الإعلامية؟

 

يلاحظ متتبعون أنه منذ تولي عبد المجيد تبون منصب رئيس الدولة الجزائرية، ارتفعت وتيرة الحروب الإعلامية للنظام العسكري ضد المغرب ومؤسساته مقارنة مع فترة الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة.

 

 

الخبير الأمني وأستاذ العلاقات الدولية وتسوية النزاعات عصام العروسي، قال في تصريح لـ”الأيام24″، إن “الإعلام هو آلية جديدة يعتمدها النظام الجزائري لتمرير خطاباته المتهورة، والمندفعة، والفاقدة للمصداقية وللعقلانية”.

 

 

وسجل العروسي أن التهجم الجزائري على المغرب يأتي، من جهة، في ظل فشل النظام دبلوماسيا، سياسيا، وعسكريا وأمنيا، إضافة إلى العزلة التي يشهدها النظام خاصة بعد تردي علاقاته مع إسبانيا وفرنسا، ومن جهة ثانية، في ظل المكتسبات التي حققها المغرب في قضية الصحراء المغربية، وكذا تحوله إلى فاعل إقليمي في المنطقة، واعتماده على ميكانيزمات جديدة لإدارة الإقليم، والمشاركة في تنميته من خلال المبادرة الأطلسية وغيرها.

 

 

وأوضح المتحدث نفسه أن هذه المؤشرات أشعرت الجانب الجزائري بفقدان المصداقية في كل القرارات التي اتخذها ولا يزال، خاصة أن المغرب أتاح لدولة الجوار الاستفادة من الواجهة الأطلسية البحرية تحت السيادة المغربية.

 

 

 

وأمام مع تراجع كل الطموحات الجزائرية في المنطقة، يضيف العروسي، “يلجأ النظام الجزائري إلى آلية الاعلام، باعتبارها الوسيلة الوحيدة المتبقية لديه، بعدما استنفذ كل الإمكانات والوسائل، ليصدر تعليماته إلى بعض الأصوات “النكرة”، لشن حملات إعلامية غير منضبطة، مما يوضح عدم احترام هذا النظام للأسس المؤطرة والمتعارف عليها في الخطاب الإعلامي”.

 

 

وارتباطا بالموضوع، أشار العروسي إلى أن النظام “السجين والمحاصر” إقليميا ودوليا، يعتمد في سياسته على آلية تصدير الأزمات إلى الخارج، وافتعال الصراعات، لتغطية ضعف الشرعية، والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تعاني منها البلاد.

 

 

 

وفي سياق متصل، ذكر المتحدث نفسه أن المغرب كان دائما مادة دسمة لدى النظام العسكري الجزائري، الذي يحاول تمرير مشاعر العداوة التي يكنها للرباط، من خلال مجموعة من المواقف الرسمية وغير الرسمية، التي تفضح العقيدة الجزائرية، الفاقدة لبوصلة الاختيارات، والبدائل الجيدة في خارجيتها.

 

 

وشدد العروسي، على أن “النظام المذكور عوض أن يصب اهتمامه على تنمية البلاد، يلتفت لقضايا جانبية لا تخدم مصالح الشعب الجزائري، كما رأينا في الآونة الأخيرة، خلال استضافة بعض “الأقزام” في اجتماعات ليست لها أي أهمية لدعم قضية الريف الموهومة لدى الجزائر، في حين أن المغرب ليست له أي قضايا انفصالية في المنطقة، ليقبع النظام في مستنقع الخرافات والأوهام”.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق