مقتل العشرات في غارات إسرائيلية على مناطق مختلفة من لبنان، تزامنا مع زيارة المبعوث الأمريكي لإسرائيل

الضاحية الجنوبية لبيروت
Reuters
تصاعد أعمدة الدخان الكثيفة فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد غارة إسرائيلية مساء الخميس 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.

قتل أكثر من خمسين شخصا في غارات إسرائيلية على مناطق مختلفة من لبنان، يوم الخميس، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

وقالت الوزارة إن 40 منهم قتلوا في منطقة بعلبك الشرقية بعد تعرض عشرة أماكن للقصف. فيما قتل الباقون في الجنوب حيث أصيب العشرات أيضا.

وقال محافظ بعلبك الهرمل، بشير خضر، إن 47 شخصا على الأقل قُتلوا وأُصيب 22 آخرون في غارات إسرائيلية على المحافظة، مضيفا على منصة إكس أن عمليات الإنقاذ لا تزال جارية في المحافظة، المتاخمة لسوريا.

وتأتي الهجمات في الوقت الذي يزور فيه المبعوث الأمريكي الخاص، آموس هوكشتاين، إسرائيل لمحاولة التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله.

والتقي الوسيط الأمريكي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس. ولم تصدر أي بيانات بعد عن اللقاء.

وقال هوكشتاين خلال زيارة إلى بيروت، يوم الثلاثاء، إن وقف إطلاق النار "في متناول أيدينا".

وقال مسؤول لبناني كبير لرويترز إن بيروت تسعى إلى إدخال تعديلات على مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار ليشمل انسحاب القوات الإسرائيلية بوتيرة أسرع من جنوب لبنان.

وتعد هذه المساعي الدبلوماسية أكثر المحاولات جدية حتى الآن لإنهاء الصراع بين إسرائيل وحزب الله. ويشكل الصراع جزءا من التداعيات الإقليمية لحرب غزة المستمرة منذ أكثر من عام.

وقال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، الأربعاء، إن الحزب "لن يقبل باتفاق لا يحفظ سيادة لبنان"، بعدما كرر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، موقف رئيس الوزراء نتنياهو بأن "أي اتفاق يجب أن يضمن لإسرائيل حرية التحرك ضد حزب الله".

وقال نعيم قاسم في خطاب مسجل: "لا يمكن أن تهزمنا اسرائيل وتفرض شروطها علينا"، مضيفا أن الحزب يفاوض من أجل "وقف العدوان بشكل كامل وشامل" في لبنان.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال، الاثنين، إن بلاده "ستنفذ عمليات عسكرية" ضد حزب الله حتى في حال التوصل إلى هدنة.

أعمدة الدخان تتصاعد بين المباني السكنية في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024
Getty Images

وتجددت الغارات الإسرائيلية، الخميس، على الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد إنذار إسرائيلي للسكان بالإخلاء.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان بأن "الطيران الحربي المعادي شنّ غارة" على منطقة حارة حريك، التي استُهدفت فجر الخميس بثلاث غارات اسرائيلية "تسببت بتدمير عدد من المباني"، وفق الوكالة.

وقال الجيش الإسرائيلي ان الغارات استهدفت فجراً "مقرات قيادة... وبنى عسكرية، استخدمها حزب الله لتخطيط وتنفيذ مخططات ارهابية ضد مواطني إسرائيل" بحسبه.

كما قالت الوكالة الوطنية إن الغارة الثانية التي استهدفت منطقة الكفاءات في الضاحية الجنوبية لبيروت دمرت مبنى بالقرب من مدرسة لذوي الإعاقة، مما تسبب بتضرر عدد من المباني المحيطة.

وكانت الغارات الإسرائيلية على بيروت وضاحيتها الجنوبية قد توقفت يومي الثلاثاء والأربعاء، بالتزامن مع زيارة المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، آموس هوكستين، للعاصمة اللبنانية. وغادر هوكشتاين بيروت، مساء الأربعاء، متوجهاً إلى إسرائيل.

كذلك، استهدفت ضربات إسرائيلية أخرى عدة قطاعات في جنوب لبنان ليلاً، أبرزها بلدة الخيام الواقعة على بعد 6 كيلومترات تقريباً من الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث اندلعت اشتباكات بين حزب الله والقوات الإسرائيلية في اليوم السابق، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.

ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، صباح الخميس، إنذارات إخلاء للسكان في ثلاث مناطق قرب مدينة صور الجنوبية.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن 13 شخصاً قتلوا وأصيب 44 آخرون، أمس الأربعاء، في غارات إسرائيلية على بلدة معركة في قضاء صور.

في المقابل، أعلنت أجهزة الطوارئ الاسرائيلية، الخميس، مقتل شخص في مدينة نهاريا شمالي إسرائيل بشظايا صاروخ أُطلق من لبنان.

وقال الإسعاف الإسرائيلي في بيان "وصلنا إلى منطقة مفتوحة بالقرب من ملعب ورأينا رجلاً في الثلاثينات من عمره ملقى فاقداً للوعي مصاباً بجروح ناجمة عن شظايا. تبين أنه لا توجد عليه أي علامات على الحياة وأعلنا وفاته".

ودوت صافرات الإنذار في عدة مناطق شمالي إسرائيل بعد إطلاق صواريخ من جنوبي لبنان.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق 10 صواريخ من لبنان باتجاه الجليل الأعلى واعترض عددا منها.

وأعلن حزب الله في بيانين منفصلين عبر منصة تلغرام، الخميس، أنه شنّ هجومين جويين بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة حيفا البحرية العسكرية، وتجمع لقوات الجيش الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، وقال الحزب في البيانين إن "المسيرات أصابت أهدافها بدقّة".

كما قال الحزب إنه قصف برشقة صاروخية قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا، وتجمعات للقوات الإسرائيلية شرقي مدينة الخيام جنوبي لبنان.

ومنذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل أكثر من 3550 شخصاً في لبنان وعلى الجانب الإسرائيلي، قُتل 79 جندياً و46 مدنياً، بحسب حصيلة رسمية نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية.

ميقاتي: الجيش يستعد لتعزيز حضوره في الجنوب

قافلة من الآليات العسكرية التابعة للجيش اللبناني.
Getty Images

وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، إن الجيش اللبناني "يستعد لتعزيز حضوره" في الجنوب، وذلك في بيان أصدره بمناسبة عيد الاستقلال في البلاد الذي يحل غداً الجمعة.

وتضمن البيان قول ميقاتي إن "الجيش، الذي يستعد لتعزيز حضوره في الجنوب، يقدم التضحيات من أرواح ضباطه وعناصره زوداً عن أرض الوطن"، بحسب تعبيره.

وأضاف بالقول إن اللبنانيين "مصرّون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالِهم، لإيمانهم بما تحملُ لهم من معاني الحرية والسيادة والوحدة الوطنية، وبما تَبعَثُ في نفوسهم من رجاء بغد أفضل".

وفي وقت سابق اليوم، قال قائد الجيش اللبناني، جوزيف عون، إن قوات الجيش لا تزال منتشرة في جنوب البلاد وتقدم التضحيات، مؤكدا أن الجيش لن يترك الجنوب لأنه جزء من السيادة الوطنية اللبنانية.


شاهد أيضا

التعليقات مغلقة.