دخلت مأساة الختان الجماعي بمدينة شفشاون منعطفا جديدا، بإحالة الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بتطوان، الملف على النيابة العامة المختصة بالمحكمة الابتدائية بشفشاون.
بناء على ذلك، علمت “الأيام 24″ من مصادر موثوقة أن ضباط الشرطة القضائية شرعوا رسميا، منذ أمس الخميس، في البحث والتحقيق بشأن شبهات وقوع أخطاء طبية خلال عملية الإعذار الجماعي لأطفال بشفشاون، انتهت بإصابة خمسة منهم بتعفنات خطيرة، تطلبت نقلهم إلى المستشفى الجهوي بطنجة لتلقي العلاجات الضرورية.
وأكد رئيس جمعية الكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان حسن أقبايو أن الضابطة القضائية وضعت يدها بالفعل على هذا الملف واستمعت إليه في محضر رسمي أمس الخميس، بصفته واضع الشكاية لدى رئاسة النيابة العامة بالعاصمة الرباط، التي على إثرها تم، في قت سابق، توجيه تعليمات إلى الوكيل العام باستئنافية تطوان للنظر في ما تضمنته من وقائع، قد تكون ذات طابع جنائي.
وأوضح أقبايو ضمن تصريح لـ”الأيام 24” أن ما يتداول بخصوص هذا الموضوع يبقى مجرد مزاعم، لكن الأبحاث هي الكفيلة بتحديد حقيقة ما وقع بالضبط لـ9 أطفال، بما في ذلك مدى مسؤولية الطاقم الطبي الذي أشرف على عملية الختان وكذا الآباء في اتباع النصائح الطبية، وصولا إلى مرحلة ترتيب المسؤوليات من قبل القضاء، مسجلا الأهمية البالغة التي يكتسيها إجراء الخبرات والتقارير الطبية في نازلة الحال.
وتعود تفاصيل القضية إلى 20 شتنبر شتنبر الفائت، حينما بادرت جمعية مدنية محلية إلى تنظيم عملية إعذار جماعي بالمستشفى الإقليمي بشفشاون، وذلك في إطار الاحتفال بذكرى عيد المولد النبوي الشريف، استفاد منها أزيد من 40 طفلا، ينحدرون من أوساط أسرية فقيرة وهشة بإقليم شفشاون.
وبعد انصرام 4 أيام فقط من تاريخ العملية، تحولت هذه الالتفاتة الإنسانية التي كانت وراءها جمعية تنشط في المجال إلى مأساة حقيقية، إذ تعرض في بادئ الأمر 5 أطفال منهم إلى تعفنات خطيرة على مستوى أجهزتهم التناسلية، ليتم نقلهم على وجه السرعة صوب المستشفى الجامعي محمد السادس بطنجة.