قالت نزهة الوافي، وزيرة سابقة وخبيرة في قضايا الهجرة، في تصريح لـ”الأيام24″، إن إشراك مغاربة العالم، سواء في هيئات الحكامة الوطنية، أو على المستوى السياسي اليوم، يشهد تحولا جوهريا، يتجاوز النظرة التقليدية والمناسباتية في التعامل مع تدبير ملف المغاربة المقيمين بالخارج، وذلك بفضل الزخم الكبير الذي أعطته التوجيهات الملكية السامية، برؤية عميقة وواضحة.
وأكدت الوافي، أن الهندسة المؤسساتية التي تضمنها الخطاب الملكي، تجسد تحولا حقيقيا في إشراك مغاربة العالم، وتجعله عمودها الفقري.
وأبرزت المتحدثة نفسها أهمية تنزيل هذا الورش المؤسساتي، واستحضار واستيعاب التحولات السوسيو ثقافية التي يعرفها المغاربة بالخارج، من عولمة للهجرة المغربية، والتشبيب، والتأنيث المتزايد، والأجيال الصاعدة، وبروز الكفاءات النوعية، وما يوازي تلك التحولات من تشبث دائم وعميق بالهوية، والثوابت الوطنية، وقوة حبهم لوطنهم ولملكهم.
وارتباطا بالموضوع، أشارت الوافي إلى أن الإبداع في تجسيد الجالية المغربية لهذا التشبت الوطيد بالوطن، والدفاع عن مصالحه، والارتباط القوي والفريد قل نظيره في تاريخ الهجرات بالعالم، مما يفرض تنزيلا وتجسيد تغيير حقيقي في شكل ومنظور إشراك مغاربة العالم بالترسانة الجديدة.
وحسب الوافي، فإن الورش المفتوح لتنزيل ترسانة مؤسساتية جديدة يفترض أن يكون لحظة تحول، ليتم استيعاب هذه التحولات الكبيرة التي طرأت على جسم الهجرة المغربية، لأكثر من قرن من تاريخها، بهدف تقوية حضورها، وتعزيز مشاركتها المؤسساتية، وهو ما يستوجب تعبئة دينامية وطنية، للمشاركة في هذا الورش، من داخل وخارج المغرب.
وأكدت الخبيرة في قضايا الهجرة، أنه من المفترض أن نشهد نقاشا وطنيا بمستوى تنزيل هذا التحول المؤسساتي، وحضور وانخراط كبير للأحزاب، وكل الفاعلين المؤسساتيين في التداول، لتنزيل هذا التحول، إلا أنه ما زال غائبا لحد الآن.
ولفتت الوافي إلى التأكيد على أن الإشراك القوي للمغاربة المقيمين بالخارج رهين أيضا بتغيير المنظور الضيق، والتقليدي ،والمناسباتي، تجاه مغاربة العالم عموما.
وخلصت المتحدثة نفسها إلى دعوة جميع الفاعلين، أحزابا ومؤسسات وطنية، إلى تغيير هذا المنظور، إزاء مغاربة العالم، واتجاه تدبير ملفهم، كملف حيوي واستراتيجي مهم بالنسبة للمغرب.