بسمة مزوز
يعتبر عمر لطفي من أبرز وجوه الفن المغربي، التي نجحت في ترك بصمة فنية مميزة، بأعماله السينمائية والتلفزيونية التي تلامس واقع الجمهور المغربي من خلال أدوار ذات طابع مميز تعكس عمقا في الأداء وتفردا في التعبير.
لم يتردد لطفي في تحدي نفسه واستكشاف عوالم جديدة، حين قرر أن ينقل رؤيته الفنية من الوقوف أمام الكاميرا إلى العودة خلفها، ويخوض أولى تجاربه في الإخراج السينمائي من خلال فيلم “البطل”.
هذه التجربة لم تكن مجرد تغيير في مسار عمله، بل كانت انعكاسا لنضج فني، أتاح له مساحة أكبر للتعبير.
في حوار خص به جريدة “الأيام 24″، يشاركنا الفنان عمر لطفي تفاصيل تجربته الأولى في مجال الإخراج، حيث سلط الضوء على التحديات والصعوبات المرتبطة بتولي مسؤوليات متعددة مثل الإخراج والتمثيل وكتابة السيناريو، التي واجهها أثناء تصوير فيلمه “البطل”.
كما تحدث لطفي عن إمكانية القيام بمشاريع إخراجية مستقبلية مع فنانين آخرين، سواء في مجال السينما أو الغناء، ليؤكد رغبته في خوض تجارب فنية متنوعة بشغف وشجاعة وانفتاح.
وفي ما يلي نص الحوار كاملا:
كيف عشتم تجربتكم الأولى في الإخراج؟
• ماذا يمكنني أن أقول لك؟ بالنسبة لفيلمي الأول الذي أخرجته، كانت التجربة صعبة للغاية. لقد كنت أتولى الإخراج وفي نفس الوقت أمثل وكتابة السيناريو، مما يعني أنني تحملت مسؤولية العمل بالكامل، حتى فيما يخص التحديات الإنتاجية وغيرها. لذلك، كنت أحمل عبء العمل كاملا على عاتقي، وكان من الصعب علي بعض الشيء أن أوزع الوقت بين كل مهمة وأن أتقمص الشخصية بإتقان. هذه هي الصعوبات التي واجهتها، فقد كنت أقوم بالإخراج وأمثل في الوقت ذاته، مما جعل التجربة صعبة جدا.
هل تأثر أسلوبكم في الإخراج بتجربتكم في التمثيل؟
• لن أكذب عليك، لقد أثر الإخراج على كوني ممثلا في نفس الوقت. كان التحدي الأساسي هو أنه يجب علي التأكد من كل لقطة أصورها، ومراجعتها لاكتشاف الأخطاء أو الأمور التي تحتاج إلى إعادة. لهذا، كانت ترافقني الفنانة فرح الفاسي، التي كانت المديرة التنفيذية للعمل، وقد كانت بمثابة عيني على الشاشة، أضع فيها ثقة كبيرة. في كل مرة نصور فيها مشهدا، لم يكن لدينا الكثير من الوقت للإعادة، فكنت أضطر لمراجعة المشهد ثلاث أو أربع مرات للتأكد، وعندما أكون مطمئنا أنني لن أعيده مرة أخرى، أعتمد على ثقتي في فرح التي تراقب بدقة. كانت هذه المشكلة الأساسية: كنا نضيع الكثير من الوقت بين التصوير ومراجعة المشهد، بحيث كان الوقت الذي نصور فيه هو نفس الوقت الذي نراجع فيه المشهد.
مثلا، إذا كان المشهد مدته دقيقتين، فأنا أحتاج لمشاهدته على الشاشة لمدة دقيقتين إضافيتين، مما يعني أنني أضيع أربع دقائق على كل مشهد. وعند إضافة الإعادات، يصبح الوقت مضاعفا، وهذا كان الجزء الصعب، إدارة الوقت كانت تتعقد بسبب هذه المراجعات.
حدثنا عن التحديات التي واجهتكم أثناء تصوير فيلم “البطل”!
• من التحديات التي واجهتنا أثناء التصوير: تغيير الديكورات وتنفيذ الانتقالات، حيث يعد ذلك من أصعب الأمور. فيلم ‘البطل’ يحتوي على العديد من الديكورات المتنوعة، ما أعطى الفيلم تنوعا بصريا زاد من جاذبية المشاهدة، لكن هذا الأمر جعل التصوير مرهقا جدا.
على مستوى الديكور، أرغب في شكر سامر إيسون الذي أشرف على الديكور، وكذلك رشيدة السعدي، مديرة الإنتاج، وأمينة السعدي التي بذلت جهدا كبيرا في عمليات تبديل الديكورات الصعبة. حيث كان هناك أحيانا عدد كبير من الممثلين في مشهد واحد، مثل عزيز داداس، رفيق بوبكر، مجدولين الإدريسي، فهد بنشمسي، فرح الفاسي، أنا، راوية وشوقي عبد اللطيف… تخيل مشهدا يضم ثمانية ممثلين؛ من الصعب جدا إخراج هذا المشهد بشكل متقن.
ما هي الرسالة التي تأملون وصولها إلى الجمهور من خلال “البطل”؟
• بالنسبة لي، ليس لدي رسالة محددة أريد إيصالها، أرى ان السينما مجرد تجربة مشاهدة، حيث تدور نقاشات ويصل كل شخص إلى فهم معين للفيلم بناء على خلفيته الخاصة وتفسيره الشخصي، وهذا النقاش بحد ذاته هو ما يجذبني في السينما. فيلمي يحكي قصة بطل يحاول أن ينجح في عالم السينما، وعندما يحقق حلمه بالظهور في فيلم أمريكي، يكتشف أن الأمر ليس حلما، بل كابوسا، إذ يجد نفسه متورطا مع عصابة. تدور أحداث الفيلم حول هذا البطل، واسمه ‘علي’، في قالب كوميدي، وأروي فيه قصة شاب أمازيغي الأصل يتورط بسبب قطعة أثرية مغربية أصيلة، ويحاول بكل جهده الحفاظ عليها داخل المغرب لأنها تمثل له قيمة التراث المغربي. كذلك، يسلط الفيلم الضوء على المسرح المغربي في عهد الراحل الطيب الصديقي وبعض رواد هذا المجال، فأنا أحكي قصة فنان يكافح وسط دوامة من التحديات الفنية والمسرحية، وكيف يسعى إلى التعبير عن معاناته بطريقة هزلية. هذا هو مشروع فيلم ‘البطل’.
بحكم علاقاتكم الوطيدة مع الفنانين سواء في مجال السينما أو الغناء، وخصوصا أنكم شاركتم من قبل في فيديو كليب مع الفنان سعد المجرد، هل من الممكن أن نرى في المستقبل فيديو كليب من إخراج عمر لطفي أو من غنائه، لما لا؟
• إن شاء الله، لما لا، سأكون سعيدا جدا إذا عملت مع أصدقائي الفنانين، وخصوصا المغنيين. هناك مشروع مستقبلي وأعتقد أنه بمجرد أن أحصل على التأكيد، سأبدأ في الحديث عنه.
بخصوص مجال الغناء صراحة، لا أتصور نفسي في يوم من الأيام سأغني لأنني أشعر بالخجل، خاصة أن صوتي ليس مميزا. لكن إذا أتيحت لي فرصة، لماذا لا؟ سأسمح للناس بسماع صوتي، فهذه ليس مشكلة.
بالتوفيق ان شاء الله