شنّ الإعلام الجزائري المقرب من السلطة، حملة تضليل واسعة استهدفت صحافيين مغاربة، وذلك عقب الهجوم الذي تعرض إليه مدنيون بجماعة المحبس التابعة لإقليم آسا الزاك بالصحراء المغربية، السبت الماضي، تزامنا مع احتفالات الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء.
وعمدت وسائل إعلام جزائرية إلى ربط حادثة السير التي تعرَّض إليها الزميلين الصحافيين بجهة كلميم ودانون، بينهم عضو الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، الزميل محمد دنفور مدير نشر “الساقية نيوز”، والصحفي بجريدة “نون بوست” عالي الكوري، بأحداث المحبس التي تشكل انتهاكا للقانون الدولي ومسؤولية قانونية تستوجب التحرك الدولي، مدعية أنهما “ضحايا ناجون من هجوم المحبس”.
وندد المكتب الجهوي لفرع جهة العيون الساقية الحمراء للفيدرالية المغربية لناشري الصحف، باستغلال الجزائر صور الصحافيين المذكورين في “تزييف الحقيقة”، معتبرا ضمن بيان، توصلت به “الأيام 24″، أن عملية التضليل والتزييف هاته “تؤكد السعي الحثيث من طرف الجارة الشرقية لضرب وزعزعة مظاهر الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصحراء المغربية”.
وبعد أن تمنى الشفاء العاجل للزميلين عالي الكوري ومحمد دنفور (بهناس)، دعا المكتب الجهوي لفرع جهة العيون الساقية الحمراء للفيدرالية المغربية لناشري الصحف، مختلف مكونات الجسم الصحفي والإعلامي، جهويا ووطنيا، إلى التصدي لدعاية أعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية، التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة.
وكانت عناصر من جبهة “البوليساريو” الانفصالية، قد استهدفت، السبت الماضي، مدنيين كانوا بمنطقة المحبس التابعة لآسا الزاك، المتاخمة للحدود مع ولاية تندوف الجزائرية، تزامنا مع إقامة حفل بمناسبة الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء.
وأطلقت “البوليساريو” قذائف على بعد كيلومترين من الحفل، لم تخلف أي إصابات أو خسائر مادية، لكنها شكلت تهديدا على المدنيين ممن كانوا حاضرين في هذا الحفل فوق تراب الصحراء المغربية بمشاركة شخصيات وزارية وعسكرية مغربية.
وضمن بيان صحافي أصدرته لاحقا، أقرت الجبهة الانفصالية وهي تتبنى الهجوم باستهداف مواقع القوات المسلحة الملكية بالمحبس، غير أنها مارست التضليل، إذ تجنبت التصريح بأن المقذوفات الستة التي أطلقتها سقطت على مسافة غير بعيدة من تجمع لمواطنين مدنيين.
وفي سياق متصل، قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق والقيادي في حزب العدالة والتنمية، إن هذا الاعتداء “مُدان وتطور خطير يُؤشر على المغامرات الحمقاء للانفصاليين وداعميهم”.
وأكد العثماني في تدوينة نشرها على حسابه بـ”فيسبوك”، أن هذا “العدوان الذي لم يخلف أي خسائر مادية أو بشرية، لن يوقف تدهور جبهة الانفصاليين وارتباكها أمام النجاحات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية للمغرب في ملف وحدته الوطنية والترابية: قضية الصحراء المغربية”.
وشدد رئيس الحكومة السابق على أن ما جرى في المحبس “يثبت أن خصوم الوحدة الوطنية والترابية وخصوم السيادة المغربية على صحرائه يحاولون جر المنطقة إلى التوتر العسكري وإلى الحرب، للتشويش على تلك النجاحات”، قبل أن يستدرك” “ولكن هيهات هيهات”.