تفاعلا مع عزل جبهة البوليساريو عن حضور المؤتمر الوزاري الأول، لمنتدى الشراكة الروسية الافريقية، المنعقد في مدينة سوتشي الروسية، قال الشرقاوي الروداني، الخبير في الدراسات الجيو استراتيجية والأمنية، إن قرار الاستبعاد بُني على ثلاثة مرتكزات، أولها مرتبط بتنفيذ قرارات الاتحاد الأوروبي، كالقرار الأخير الذي تم التصويت عليه بإجماع، والذي يقتضي استبعاد جميع الكيانات غير المعترف بها من الاجتماعات المتعددة الأطراف.
ولفت الشرقاوي في معرض حديثه لـ”الأيام24″، إلى قرار رفض روسيا، وبالمطلق، لجميع المقترحات التي تقدمت بها الجزائر، من أجل إدراج مجموعة من التعديلات على القرار 2756، القاضي بتمديد ولاية بعثة المينورسو في الصحراء المغربية لسنة إضافية، مما يوضح تملك تمسك موسكو بالأهمية الاستراتيجية لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وفي نفس السياق، أكد المتحدث نفسه أن المرتكز الثاني يتعلق بكون روسيا تولي اعتبارا استراتيجيا كبيرا للرؤية المتبصرة التي يقودها الملك محمد السادس في القارة الافريقية، وعلى الصعيد الدولي، وكذا للتعبير الجيوسياسي للمواقف المغربية فيما يخص القضايا الدولية.
وأضاف الشرقاوي أن المرتكز الأخير، الذي بني على أساسه قرار استبعاد جبهة الانفصال، يخص التحولات الاستراتيجية المرتبطة بالقارة الافريقية، على اعتبار أن روسيا، اليوم، في مقاربتها القانونية والجيوسياسية تعد دولة لها ارتباط كبير بأهمية الوحدة الترابية للدول.
وفي نفس الصدد، أوضح الشرقاوي الروداني أن رفض موسكو يظهر كذلك تمسك دول المنتظم الدولي بأهمية مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب، وبالدينامية التي يعرفها الملف على المستوى العالمي، باعتراف مجموعة من دول العالم، خاصة الاعتراف الامريكي، والفرنسي، والاسباني، والألماني بمغربية الصحراء.
وخلص المتحدث نفسه إلى أن المغرب اليوم، أصبح جسرا بين دول اوروبا ودول القارة الافريقية، فضلا عن مكانته الاعتبارية في مجموعة من المنتديات، لعل آخرها انتخابه بأغلبية واسعة لمنصب نائب رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “الأنتربول” عن قارة إفريقيا، في الدورة الثانية والتسعين للجمعية العامة للمنظمة ذاتها، المنعقدة بمدينة غلاسكو بإسكتلندا.