عندما رفض الحسن الثاني طلب القذافي للمشاركة في المسيرة الخضراء

 

يذكر التاريخ أن العقيد الليبي امعمر القذافي والملك الراحل الحسن الثاني كانوا على خصام وصراع دائمين، حيث شكل نزاع الصحراء نقطة الخلاف الأبرز بين الطرفين، ولأن المناسبة شرط تعود بكم “الأيام24” إلى لحظات تاريخية بصمت مسار ملف الصحراء المغربية، بمناسبة حلول الذكرى 49 للمسيرة الخضراء، يوم طلب القذافي المشاركة في المسيرة ورد عليه الملك الراحل.

 

ظل القذافي يردد أن إنشاءه لـ “البوليساريو” كان بهدف طرد المحتل الإسباني من الصحراء المغربية، وكان يقول للملك أكثر من مرة أنه لا يريد الإضرار بمصالح المغرب، غير أن الحسن الثاني لم يكن يصدقه، وكان يعلم أن العقيد الليبي كان يخطط لشيء ما عبر مد جبهة “البوليساريو” بالمال والسلاح.

 

سنة 1975، تواصل امعمر القذافي مع الحسن الثاني وطلب منه أن يشارك في المسيرة الخضراء لإجلاء المستعمر الإسباني من الأراضي المغربية، غير أن الملك الراحل تجاهل طلب العقيد.

 

يقول الحسن الثاني في كتابه “ذاكرة ملك”: “… وجه لي (القذافي) عام 1975 عندما كنت بصدد وضع اللمسات الأخيرة لانطلاق المسيرة برقية رسمية يقول فيها: بصفتي ثوريا فإني أساندكم ألفا في المائة، وإني أريد القدوم إلى المغرب على رأس وفد ليبي للتصدي للاستعمار عدونا المشترك”.

 

ويتابع: “…التقينا بعد تسع سنوات من ذلك في 13 غشت 1984 بمدينة وجدة، وبالرغم من أنه كان يتحدث معي بلطف وبكثير من اللباقة، فإنني كنت أشعر أن عدم الرد على برقيته ما زال يحز في نفسه وأسر لي: لم أتمكن من فهم رفضكم”.

 

فرد الحسن الثاني على الزعيم الليبي الراحل قائلا: “اسمع يا صديقي العزيز، أود أن أطرح عليكم السؤال التالي وأن تجيبوني عنه بصراحة، لو كنتم شاركتم في المسيرة فهل كنتم ستقفون معي عندما أصدرت الأمر إلى الثلاثمائة وخمسين ألف مشارك بالرجوع؟ رد في الحال لا. ما كنت لأتراجع”.

 

فرد الحسن الثاني “في هذه الحالة كان من الأحسن أن لا تشاركوا في المسيرة الخضراء، لأنني كنت سأضطر إلى اقتيادكم إلى الحدود بواسطة دركيين، وذلك ما كان سيسبب حادثا دبلوماسيا مروعا”.

 

ويبدو أن نبوءة الحسن الثاني قد صدقت، فرغم أن الحسن الثاني وقع مع كل من موريتانيا و إسبانيا “اتفاقية مدريد”، وعبر عن نجاح المسيرة الخضراء في تحقيق أهدافها إلا أن القذافي استمر رغم ذلك في إمداد جبهة “البوليساريو” بالأسلحة بعدما تحالف مع الرئيس الجزائري هواري بومدين.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق