أجمع مراقبون سياسيون على أن “إلقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطابا رسميا من داخل قبة البرلمان المغربي، يعد فرصة سانحة للتعبير أمام نواب الأمة عن مواقف بلاده الصادقة تجاه قضية الصحراء”، مؤكدين أن هذه الخطوة “سبق وأن حظي بها كل من نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند، والراحل جاك شيراك”.
ويرى خبراء السياسة أن “مخاطبة ماكرون البرلمانيين المغاربة من داخل المؤسسة التشريعية يؤكد التفاهم والطموحات المشتركة والاحترام المتبادل بين الدولتين، والالتزام المشترك بين البلدين بالقضايا التي تكتسي أهمية استراتيجية بالغة وحساسة”.
وفي هذا الصدد، قال الشرقاوي الروداني، خبير في الدراسات الجيوستراتيجية، إن “خطاب الرئيس الفرنسي أمام البرلمان ليس مجرد إجراء بروتوكولي، بل يُعد لحظة مهمة في الدبلوماسية لتأكيد التفاهم والطموحات المشتركة والاحترام المتبادل بين الدولتين”، مبرزا أن ما ما يربط المغرب وفرنسا هي علاقات تاريخية ذات أبعاد استراتيجية، تتميز بتفاهمات مشتركة حول التحديات الدولية.
وأبرز الروداني، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن العلاقة بين الرباط وباريس أثبتت قدرتها على التكيف مع المتغيرات العالمية، مما يعكس التزاما مشتركا بمواجهة القضايا ذات الأهمية البالغة، ويعزز من مكانة كلا البلدين في الساحة الدولية”.
وشدد مدير مختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات والسياسات، على أن خطاب الرئيس الفرنسي أمام ممثلي الأمة “يُعبر عن الأهمية الممنوحة للشراكة الإستراتيجية” بين البلدين، و”يعكس لحظة دبلوماسية بارزة تُعزز من العلاقات الثنائية وتؤكد على التعاون المستقبلي”.
وتابع أنه “عندما يُلقي رئيس الدولة الفرنسية خطابا في البرلمان المغربي أمام نواب الأمة خلال هذه الزيارة الرسمية، فإن لذلك عدة دلالات رمزية ودبلوماسية هامة تتجاوز مجرد الكلمات المنطوقة أو الفعل في حد ذاته”.
وعدّ الروداني، خطاب ماكرون داخل قبة البرلمان، “تجسيداً لتعزيز العلاقات الثنائية، حيث يرمز إلى التقارب والتعاون المتزايد بين الدولتين، ويُظهر الرغبة المشتركة في تطوير العلاقات وتعميقها، كما أنه يشكل علامة احترام قوي لمؤسسات الدولة المغربية وتقديرا كبيرا لأهمية القيم الديمقراطية والمؤسساتية”.
واعتبر المتحدث ذاته، أن “هذه البادرة تعكس الوعي بأهمية الاحترام المتبادل بين البلدين، وهو ما يسهم في بناء الثقة وتعزيز العلاقات الثنائية”، مشيرا إلى أن الراحل الملك الحسن الثاني ألقى خطابا تاريخيا أمام الجمعية الوطنية الفرنسية بمناسبة زيارته إلى فرنسا في أوائل شهر ماي 1996، بدعوة من رئيسها جاك شيراك.
ويرى الروداني، أن خطاب ماكرون في البرلمان المغربي، يعد “فرصة لتأكيد القيم المشتركة بين الدولتين كالسلام والديمقراطية والأمن، مما يضع الزيارة في إطار تعاون قائم على مبادئ متفق ومتوافق عليها”، ملفتا إلى أن “هذا التأكيد على القيم المشتركة يسهم في توطيد الروابط ويعزز من فرص التعاون المستقبلي”.
وذكر الروداني، أنه يُمكن للرئيس الفرنسي استثمار هذه الفرصة للتطرق إلى قضايا إستراتيجية أو تحديات مشتركة، مثل مكافحة الإرهاب أو تغير المناخ أو القضايا الاقتصادية العالمية، مشيرا إلى أن “هذه الرسائل تسلط الضوء على الالتزام المشترك بالقضايا ذات الأهمية الكبرى وتعكس التعاون الثنائي في مواجهة التحديات العالمية”.
وخلص الروداني، إلى أن إلقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لخطاب أمام مجلسي النواب والمستشارين “يحمل رمزية دبلوماسية قوية، حيث تُعتبر هذه الزيارة الرسمية استثنائية وتُظهر الأهمية التي تُمنح للعلاقات بين الدولتين”.