انتخابات 2026.. المرزوقي لـ”الأيام24″: الحكومة في مأزق غير أن ضعف المعارضة يريحها

 

لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي في المغرب، أنه بمجرد اقتراب أي استحقاق انتخابي، تظهر معالم المواجهة بين أحزاب التحالف الحكومي، بعضها يصل إلى التصعيد، ويتحول التنافس على الصدارة أحيانا إلى معارك حزبية قد لا تنتهي، في حين تتجه بعض الأحزاب إلى التركيز على المقاربة التي يمكن اعتمادها، بعيدا عن الارتجالية، من أجل الظفر بأعلى نسبة اقتراع، فالرهانات الكبرى التي تنتظر المغرب اليوم، في هذه المرحلة المفصلية على وجه الخصوص، توحي بأن الاستحقاقات المقبلة ستكون مصيرية.

 

 

وفي ظل الأوضاع المقلقة التي تتخبط فيها الحكومة، حسب ما يراه بعض محللي الشأن السياسي، تتباين الرؤى والتأويلات حول ما إذا كانت هذه الحكومة واثقة من تحقيق احتمال العودة لقيادة السلطة التنفيذية لولاية ثانية، أم أنها واعية بحجم الإخفاقات التي راكمتها طيلة سنوات من التعاطي البارد وغير المثمر، مع مختلف المطالب والمناشدات.

 

 

 

ولكسب الرهان، قال بنيونس المرزوقي، باحث في القضايا الدستورية والسياسية، في تصريح لـ”الأيام24″، إنه ينبغي الإشارة إلى مسألتين مهمتين، الأولى تهم العناصر الموضوعية التي تجعل من الأغلبية الحكومية تعمل وفق شروط مريحة، عن طريق تنفيذ ورش الحماية الاجتماعية، وبرنامج الدعم المباشر، والتجهيزات المواكبة لمساهمة المغرب مستقبلا في مجموعة من التمظهرات المهمة.

 

 

 

وأضاف المرزوقي، أن المسألة الثانية تهم وجود معارضة غير منسجمة، وغير قادرة على استغلال التذمر الشعبي، جراء قصور العمل الحكومي في العديد من المجالات، مما يؤدي إلى تكاثر الإضرابات والاحتجاجات، وتنامي دور التنسيقيات وقدرتها على اللجوء إلى المؤسسات الدستورية مباشرة.

 

 

 

ويرى المتحدث نفسه، أن كل هذه العناصر تجعل الأغلبية الحكومية تعمل في حالة من الارتياح، خصوصا “أننا لأول مرة، أمام تجربة فريدة، وهي أغلبية قوية عدديا بثلاثة أحزاب فقط”، مشيرا إلى أن “تحالفاتها المتشعبة على مستوى الجماعات الترابية الثلات، والغرف المهنية الأربعة، تؤكد أن هناك تحالف أفقي وعمودي يجعل احتمال الولاية الثانية واردا وبشدة”.

 

 

 

وفي مقابل ذلك، لا ينكر الباحث في القضايا الدستورية السياسية، أن الأغلبية الحكومية في مأزق، ولا أحد يشكك في فقدانها ثقة الشعب، مستدركا: غير أن  كل الحراكات الشعبية الاحتجاجية تحتاج إلى تأطير سياسي، وبالتالي الحاجة تلح بضرورة وجود إطارات حزبية نقابية جمعوية، قادرة على القيام تأطير المجتمع.

 

 

ونبه المرزوقي، إلى مسألة ضعف أحزاب المعارضة في استثمار هذا التذمر الشعبي، من خلال اعتماده سياسيا وبشكل صريح، داعيا المعارضة إلى عدم ترك المغاربة لوحدهم في مواجهة الحكومة.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق