“منع ولوج النساء إلى الملاعب”.. بنزاكور: نظرة احتقارية ضد المغربيات 

 

 

شنت فئة كبيرة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة افتراضية واسعة ضد النساء المغربيات بسبب تواجدهن في ملاعب كرة القدم، الأمر الذي أثار حنق حقوقيات وأساتذة علم النفس الاجتماعي، مؤكدين أن “القاصرين والشباب هم من يلعبون في خيوط هذه الحملات الموجهة ضد النساء”.

 

 

وخرجت هذه الحملة الرقمية إلى الوجود تزامنا مع مباراة المنتخب الوطني وإفريقيا الوسطى برسم التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2025، حيث اختار لها نشطاء الصفحات الفيسبوكية عنوانا: “لا للنساء في المدرجات..شد اختك في الدار”، مما دفع العديد من المغربيات اللواتي يلجن إلى الملاعب الرياضية إلى الرد على هذا الهجوم، الشيء الذي أحدث اصطدامات جديدة بين الجنسين.

 

 

 

أستاذ في علم النفس الاجتماعي محسن بنزاكور، قال إنه “عندما نتحدث عن المرأة والرجل في قضايا اجتماعية أو سياسية أو رياضية نجد دائما ما هو امتداد للماضي والتخوف من المستقبل”، مضيفا أن “أي تغيير اجتماعي يجد صعوبات كبيرة نظرا لاختلاف العقليات”.

 

 

واعتبر بنزاكور، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “هناك صعوبات في فهم العقليات، وهذا ما ظهر من خلال الحملة التي شنها رواد مواقع التواصل الاجتماعي ضد المغربيات، بسبب ولوجهن إلى الملاعب الوطنية لمشاهدة المباريات، علما أن الملاعب هي فضاءات عمومية من حق المرأة والرجل الدخول إليها دون أي عراقيل أو تعقيدات”.

 

 

وتابع أنه “عندما نحلل هذا الخطاب نجد خلفه مراهقين أو شباب يريدون خلق ضجة أو صراعات بين الجنسين”، مسجلا أن “هناك فئة اجتماعية كبيرة بين 15 إلى 25 سنة ليس لها أي نشاط يومي، تعمل فقط على نشر مثل هذه المواضيع والحملات الإفتراضية”.

 

 

ونبه بنزاكور، إلى أنه “إلى حدود الآن لم نعرف المغزى من هذه الحملة الرقمية، هل هي حملة تم اختراعها خوفا على المرأة من داخل الملاعب؟ أم أنها فكرة تقليدية تسير اتجاه عدم مشاركة المرأة في الحياة العامة؟”، مشيرا إلى أنه “في كلا الحالتين تبقى أفكار متطرفة مرفوضة”.

 

 

 

ويرى المحلل الاجتماعي، أن “المرأة شاركت بقوة في تنمية المجتمع المغربي وأيضا تحسين مردودية مجموعة من القطاعات”، مردفا أنه “في الجامعات والمعاهد العليا والمدارس فأعلى النقط من نصيب النساء”.

 

 

واختتم بنزاكور حديثه قائلا: “على المجتمع المغربي التخلي عن سياسة التسلط والنظرة الاحتقارية للمرأة المغربية، وأن الحياة العامة تجمع الجنسين معا وليس الرجل وحده”، داعيا “المؤسسات والأحزاب والحكومة إلى الاشتغال على هذه المواضيع الاجتماعية السيئة”.

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق