فتيحة أزدو – صحافية متدربة
كشف مائير باروشيم مدرس التاريخ و التربية المدنية بإسرائيل، تفاصيل اعتقاله بتهمة الخيانة، جراء نشره لمنشورات عبر شبكات التواصل الاجتماعي توثق لجرائم الاحتلال في غزة، والتي دعا فيها لوقف هذا الجنون في حق المدنيين.
وأوضح باروشيم، في حديث لأسبوعية “الأيام” في عددها الأخير، أن اعتقاله جاء على خلفية نشره لمنشورات تطالب بالكشف عن حقيقة ما يتم فعله باسم الإسرائيليين من خلال ما يتم اقترافه من قتل وتهجير في حق المدنيين بغزة، ملفتا إلى أن هذه المنشورات أدت إلى فقدانه لعمله بعد اعتقاله وتعرضه لمختلف أنواع الإذلال والنفور من قبل مواطني إسرائيل.
وفي سرده للتاريخ الدموي لإسرائيل، أكد باروشيم، أن جرائم الاغتصاب التي ارتكبها الجنود الإسرائيليون في حق النساء الفلسطينيات، موثقة في مذكرات لديفيد بن غريون، مضيفا أن “إسرائيل غاليلي” (رئيس أركان الهاغانا قبل قيام إسرائيل)، تصف حالات الاغتصاب سنة 1948.
واعتبر أستاذ التاريخ، أن اعتقاله بمثابة رسالة متعمدة من أجل إسكات الأصوات الناقدة عن طريق قطع مصدر الرزق والاعتقال و التشهير بهم، وذلك للسيطرة على نظام التعليم والجيش و الإعلام، وكذا التحكم في السكان، وفي مقابل ذلك يتم التعامل مع كل ناقد كخائن و معادي لإسرائيل.
وسجل باروشيم، أن “نظام الحكم في إسرائيل لا توجد به مساواة بين اليهود وغيرهم، ولا توجد حرية تعبير أو حرية الحركة، فغالبية اليهود لا يهتمون لقتل الأبرياء في غزة، معتقدين أنهم يستحقون ذلك بعد ما فعلته حماس في 7 من أكتوبر 2023، كما يوجد يهود آخرون من الليبراليين وإنسانيين يتأسفون لقتل الأبرياء في غزة لكنهم يزعمون أن إسرائيل ليست مسؤولة عن ذلك بل حماس”.
واعتبر الأستاذ الإسرائيلي، أن “المشكلة الكبيرة في المجتمع الإسرائيلي باعتباره مجموعة تعيش بين العصاب والذهان وتعيش حالة من التفكك، فلا يستوعبون المختلفين عنهم مما يخلق شعورا بالتهديد ليصبح رد الفعل عنيفا”.
وخلص باروشيم، إلى أن “معظم اليهود في إسرائيل يعارضون نتنياهو لكنهم يؤيدون سياسته، فهم يريدونه أن يرحل لكنهم مستعدون لخوض حروبه في كل من غزة ولبنان رغم ما يشاهدونه من ضرر كبير سيلحق بهم”.